اجمع مسؤولون رياضيون عرب على ان الاحتراف هو السبيل الوحيد للرقي بالحركة الرياضية واللحاق بركب التقدم وتحقيق افضل النتائج في عصر لم يعد فيه للهواية مكان امام الاحتراف. المسؤولون، وهم رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ احمد الفهد، ووكيل الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية الدكتور صالح بن ناصر، ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم سمير زاهر، الذين شاركوا في ندوة "الاحتراف والتفرغ الرياضي - رؤى مستقبلية" التي نظمتها الهيئة العامة للشباب والرياضة في الكويت وعقدت تحت رعاية مدير عام الهيئة خالد الحمد، اتفقوا على ان الاحتراف يساهم مساهمة فعالة في ارتفاع مستوى سلوك الرياضي وادائه. ورأى الشيخ احمد الفهد ان المدرسة الشرقية في الاحتراف هي الانسب لطبيعة الرياضة العربية التي ما زالت تتلقى الدعم من الدولة، واضاف انه لمواكبة الحركة الرياضية التي اصبحت تعتمد على الصناعة الرياضية ولم تعد تعتمد على الاحتراف بحد ذاته، بات لزاماً على جميع الدول تطبيق نظام الاحتراف الذي يتطابق مع طبيعتها الاجتماعية وموارد دخلها. وذكر الفهد انه اصبح لزاماً على العرب تطبيق الاحتراف او البدء بالتفرغ الرياضي لاتاحة الفرصة لاعداد اللاعبين بصورة افضل. واعرب رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية عن امله بان يطبق نظام الاحتراف قريباً في الكويت، مشيراً في الوقت ذاته الى ان هناك دولاً قليلة على المستويين القاري والعربي لم تطبق الاحتراف، والكويت واحدة منها. واشاد احمد الفهد بالنتائج الملموسة للحركة الرياضية في كل من السعودية ومصر بعد تطبيقهما نظام الاحتراف وثماره الايجابية التي اتضحت من خلال نتائج فرق كرة القدم في مشاركاتها الخارجية. من جانبه، قال الدكتور صالح بن ناصر ان الهواية هي الاصل، الا ان الاحتراف اصبح طبيعة الحياة المعاصرة، وله اهمية كبرى على النشاط الرياضي على مستوى العالم، وهو ما دعا الدول الى استثماره للدعاية. وذكر ان الدراسات والبحوث الحديثة اثبتت ان افضل الطرق لتحقيق النتائج هو تفرغ اللاعبين وتأمين جميع سبل الامان والراحة لهم ولعائلاتهم، الامر الذي يعد ابرز اهداف نظام الاحتراف، مضيفاً ان المسؤولين عن الحركة الرياضية السعودية تنبهوا الى اهمية ذلك، فانشأت السعودية تسع مدن رياضية، وستة استادات رياضية و153 نادياً مسجلاً رسمياً و17 اتحاداً نوعياً تحت مظلة اللجنة الاولمبية السعودية. وقال: "روعي منذ بداية تطبيق الاحتراف ان تكون الاسس والقواعد سعودية بكل ما فيها من معنى وعربية من حيث التقاليد والعادات وان لا تتعارض مع اركان شريعتنا السمحاء. واوضح ان من ابرز العوائق التي واجهت نظام الاحتراف كان عدم وجود نظام مالي مستقل، والطابع التجاري المعمول به في جميع ارجاء العالم، وصعوبة اقناع المتشددين بعدم مخالفته لتعاليم ديننا، وتردد الكثيرين من اللاعبين في الاحتراف خوفاً على مستقبلهم الوظيفي. وا ضاف انه لتلافي جميع السلبيات حدد المسؤولون مدة ثلاث سنوات كفترة لاعادة دراسة قوائم الاحتراف وادخال تعديلات عليها بحيث تتماشى مع واقع التجربة الملموس. وذكر انه بعد تجربة ست سنوات من الاحتراف، فتح باب الاحتراف الخارجي امام اللاعب السعودي وهي الخطوة الواسعة نحو العالمية. اما سمير زاهر، فذكر ان احتراف اللاعبين اصبح احدى الركائز المهمة للرقي بمستوى الاداء في كرة القدم لا سيما مع تزايد محبي اللعبة وتحولها من الهواية الى عمل جاد يحتاج الى المتابعة والتطوير في جميع المجالات. واضاف زاهر انه بعد تأهل المنتخب المصري الى نهائيات كأس العالم عام 1990، شهدت كرة القدم المصرية نقطة تحول رئيسية في مسيرتها الرياضية بعد سنوات من سيطرة الاندية على اللاعب واحتكاره. وذكر انه بعد دراسة نتائج المشاركة في كأس العالم مقارنة بالدول المتقدمة، وجد ان الاحتراف هو العامل الاساسي في تقدم الآخرين، وتم بعد ذلك في موسم 1990-1991 وضع اول نظام احتراف، وتمت مراقبته لفترة ثلاث سنوات. وقال ان ابرز النقاط التي تم التركيز عليها هي انهاء فترة احتكار الاندية للاعبين مع وضع اسس وقواعد تنظم عملية انتقال اللاعبين مع الاخذ بعين الاعتبار مصلحة الطرفين... اي النادي واللاعب. واضاف انه تم بعد ذلك فتح باب الاحتراف الخارجي مشيراً الى وجود عشرة لاعبين دوليين في اندية اوروبية كبيرة، وهو ما انعكس على اداء المنتخب مؤخراً خلال لقاءاته مع منتخبات اوروبية متقدمة المستوى. واشار الى ان نظام الاحتراف المطبق داخل مصر يمول من قبل الاندية الرياضية من دون تدخل الدولة في اي دعم. وقال ان دخل الاتحاد المصري سنوياً من الشركات الراعية للمنتخبات يبلغ ستة ملايين جنيه، وتوقع ان يتمكن الاتحاد المصري في القريب العاجل من تمويل نفسه بنفسه مع تغطية جميع مستحقاته المالية من دون الاعتماد على اي دعم خارجي.