سقطت أمس الاثنين صواريخ وقنابل جديدة على بلغراد وجنوب صربيا واقليم كوسوفو، فيما اعلنت القوات المسلحة اليوغوسلافية انها اسقطت احدى الطائرات "المعتدية" قرب بلدة اوبرينوفاتس على بعد 30 كيلومتراً جنوب غربي بلغراد. في غضون ذلك، اتخذت السلطات العسكرية اليوغوسلافية اجراءات احتياطية لمواجهة احتمالات تدخل عسكري بري في المناطق الجنوبية من الاقليم. ومن جهة أخرى، اعلن تلفزيون بلغراد ان السفير الروسي في يوغوسلافيا يوري كوتوف اجتمع مع "زعيم البان كوسوفو" ابراهيم روغوفا في مقر الأخير في بريشتينا. وأفاد السفير بعد الاجتماع ان روغوفا "يشاركه الموقف في المعارضة الشديدة للضربات الأطلسية والدعوة الى تسوية أزمة الاقليم بالوسائل السلمية". وأبلغ روغوفا الصحافيين انه طلب من السلطات اليوغوسلافية السماح له بالتوجه الى الخارج "وينتظر جواباً لطلبه". ورداً على سؤال حول لقائه الذي شكّك الغرب فيه مع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش، قال الزعيم الالباني: "انها تخيلات، لقد كنت في بلغراد". وشدد روغوفا في الوقت ذاته على وجوب ان تكون بلغراد "أكثر تعاوناً مع الأسرة الدولية". وقال السفير الروسي انه بحث مسألة روغوفا مع نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي نيكولا شائينوفيتش الذي أكد ان الزعيم الألباني "حر في تنقلاته، لكن سلطات بلغراد قلقة خصوصاً على سلامته". وتركزت عمليات حلف الأطلسي ضد يوغوسلافيا على أربعة مناطق. واستهدفت منشآت عسكرية ومصانع استراتيجية. وأصاب القصف موقعاً يبعد 800 متر عن البناء الرئيسي للمطار المدني غرب المدينة ومجمعاً صناعياً في ضاحية راكوفيتسا جنوب غربي المدينة وأكاديمية سلاح الجو اليوغوسلافي في ضاحية زيمون شمال غربي المدينة ومعسكراً صغيراً للجيش في محلة زفيزدارا شرقها. وقصفت الصواريخ الأطلسية ايضاً مصنعاً للمواد المنزلية في مدينة جاجاك جنوب صربيا كان ضرب مرتين سابقاً، اضافة الى مواقع عسكرية في شمال غربي كوسوفو وحول بريشتينا وقرب مدينة نيش وأماكن أخرى متفرقة. وذكر التلفزيون ان طائرة تابعة للحلف الأطلسي "اسقطت قرب بلدة اوبرينوفاتس" لكنه لم يعرض صوراً لحطامها. وأشار كذلك الى أن الدفاعات الجوية اليوغوسلافية "اسقطت صاروخين". قذائف انتهت صلاحيتها ونشرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد مقالاً للمحلل العسكري الصربي ميروسلاف لازانسكي قال فيه انه تبين ان القذائف التي يستخدمها الحلف الأطلسي في قصف الأهداف اليوغوسلافية "انتهت صلاحيتها ما يهدد بخطر ان يولد انفجارها اشعاعات مؤذية". وأبلغ مصدر عسكري رفيع "الحياة" ان احتمالات تدخل الحلف الأطلسي برياً في كوسوفو "ازدادت بعدما عزمت الولاياتالمتحدة على ارسال 24 طائرة هليوكبتر هجومية من طراز "أباتشي" التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتستخدم لمقاومة القوات البرية والدروع". وأشار المصدر الى ان هذه الطائرات "لن تكون مؤثرة في ما يراد منها بسبب الطبيعة الجغرافية التي تساعد في اخفاء الدبابات والمدافع واقتناص الطائرات ذات الارتفاع المنخفض". وأوضح ان القيادة العسكرية اليوغوسلافية "أخذت هذه القضية في خططها وتتحدى الأطلسيين إذا استطاعوا عرض صور لمواقع دباباتنا ومدفعيتنا في جنوب كوسوفو حيث احتمال الهجوم البري". وأضاف المصدر: "ان لدينا معلومات استخبارية ان طيارين من البانيا تم تدريبهم على استخدام هذه الطائرات من أجل الحفاظ على الأميركيين الذين سيشرفون عليها في القواعد العسكرية الالبانية".