أعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك امس الاحد ان ارسال حلف شمال الاطلسي قوات برية الى يوغوسلافيا سيتطلب "شهرين من التحضير". وفي الوقت نفسه، اشار وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني الى امكان فرض "حصار كامل" على صربيا في حال فشل عمليات القصف. وأعلن الناطق باسم الحلف الاطلسي جيمي شيا ان الحلف يستبعد حدوث تدخل بري في كوسوفو بدون وقف لاطلاق النار توافق عليه بلغراد مسبقا. وقالت وزارة الدفاع الاميركية ان حلف شمال الاطلسي لا يعتزم استخدام قوات برية لغزو اقليم كوسوفو. وابلغ الناطق باسم الوزارة كينيث بيكون الصحافيين انه "لا توجد خطة مزمعة لوضع قوات برية في ميدان قتال لغزو كوسوفو". وأعلنت الوزارة انها سترسل حاملة الطائرات "تيودور روزفلت" الى البحر الادرياتيكي للمشاركة في الضربات التي يوجهها حلف الاطلسي الى يوغوسلافيا. وصرح كوك لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي بان "لا نية لدينا في احتلال اراضي صربيا وكوسوفو. ولو كانت تلك غايتنا فالامر سيتطلب شهرين من التحضير". وأضاف انه "الى حين اتخاذ القرار بذلك، سنقوم بما نقوم به الان، اي اضعاف دفاعات الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش من خلال الغارات الجوية". من جهة اخرى، اشار كوك الى ان الحلف الاطلسي لا يملك وسائل مباشرة غير الغارات ضد القوات الصربية المسلحة. وقال: "الطريقة الوحيدة للنيل من قوات ميلوشيفيتش هذا الاسبوع والاسبوع المقبل، هي شن غارات جوية". ديني الى ذلك، قال وزير الخارجية الايطالي في مقابلة مع صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" الايطالية: "آمل في ان تنجح استراتيجية الحلف الاطلسي. لكن اذا لم يتم ذلك سريعا، واذا لم يخضع ميلوشيفيتش، فان البديل من القصف قد يكون فرض حصار كامل على صربيا". وأعرب ديني عن امله في"عزل كامل لبلغراد" يشمل "منع مرور الرجال والبضائع" باستثناء المؤن والادوية. واورد ديني مثالا على ذلك الحصار البحري على نابليون والحصار الذي فرض على الجنوبيين خلال الحرب الاهلية الاميركية. واعتبر ديني انه "لا يمكننا مواصلة القصف الى ما لا نهاية". واوضح انه سيقدم مشروع الحصار هذا الى الحلف الاطلسي، مشيرا الى ان "ايطاليا لا تزال وستبقى امينة للحلف. واذا قال الاطلسي لا فلن يكون هناك حصار". وردا على سؤال حول تدخل بري محتمل، قال ديني ان الامر "سيكون غزوا فعليا لا تعرف نتائجه". واضاف ان "الحكومة الايطالية لم تبحث في هذه الفرضية التي لا تندرج في خطط الحلف الاطلسي التي ناقشناها". وفي بروكسيل، اعلن الناطق باسم الحلف الاطلسي جيمي شيا ان الحلف يستبعد حدوث تدخل بري في كوسوفو من دون وقف لاطلاق النار توافق عليه بلغراد مسبقا. وردا على سؤال عن امكان ارسال قوات برية، قال شيا: "اننا نستبعد هذا الخيار". واضاف انه "لم يطرأ اي تغيير فى هذا الصدد من قبل الحلف"، مذكرا بانه لا يمكن ارسال قوات برية الى كوسوفو سوى بعد الحصول على موافقة بلغراد. وكان عسكريو الحلف قدروا ان فرض السلام من دون موافقة من بلغراد، يتطلب 200 الف رجل، فيما قدروا ان الفصل بين المتحاربين يتطلب 60 الف رجل. من جهة اخرى، اعلن الناطق باسم الاطلسي ان بلغراد رفضت حتى الآن السماح للهيئات الدولية بزيارة العسكريين الاميركيين الثلاثة الذين اسرتهم القوات المسلحة الصربية الاربعاء الماضي. وأضاف ان ذلك يشكل "انتهاكا لمعاهدة جنيف" حول اسرى الحرب، التي تنص على السماح للصليب الاحمر الدولي بزيارة الاسرى. وفي روما، افاد مراقبون ان الحركة الجوية تكثفت في قاعدة افيانو التابعة لسلاح الجو الاميركي شمال-شرقي ايطاليا منذ ظهر امس. واوضحوا انه سجل في اقل من ثلاث ساعات اقلاع نحو ثلاثين طائرة حربية بينها الكثير من الطائرات المطاردة المضادة للدروع "اي-10".