جميل في السعودية بأكثر من 90 مليون دولار سنويا، تشكل الواردات نحو 90 في المئة منها، فيما يتم تصنيع النسبة المتبقية محليا. وتنقسم السوق الى أربعة أنواع أساسية هي: أدوات التجميل النسائىة، ومنتجات العناية بالجلد والبشرة ومنتجات العناية الشخصية، والمنتجات ذات الاستخدامات الخاصة. ويستحوذ كل من النوعين الأول والثاني على غالبية سوق التجميل السعودية. وتمثل كل من فرنسا 26 في المئة من حجم السوق وألمانيا وبريطانيا وأميركا وإيطاليا واليابان الدول الرئيسية الموردة لأدوات التجميل المتنوعة للسعودية. وتولي السيدات السعوديات اهمية لبلد المصدر عند الرغبة في الشراء، إلى جانب اهتمامهن بالسعر والجودة. وتتركز غالبية مشتريات التجميل في الأعياد والمناسبات خصوصاً خلال رمضان وموسم الحج. وتفضل السعوديات الألوان الداكنة وتلك التي لا تحتاج الى وضع طبقة سميكة أو عدة طبقات للوصول إلى الغرض المطلوب منها، إضافة إلى اهتمامهن بمنتجات العناية بأنواعها خصوصاً تلك الخاصة بالجلد والبشرة والشعر، كما تجذبهن المنتجات ذات التغليف الفاخر والمتميز. ويمكن الحصول على منتجات التجميل المختلفة من نقاط بيع مختلفة في السعودية، أهمها الأسواق المركزية والسوبر ماركت والتي تستحوذ على 40 في المئة من حجم السوق، وتليها محلات العطور والزينة والصيدليات بنسبة 25 في المئة لكل منهما، فيما تشكل مبيعات صالونات التجميل نحو 10 في المئة فقط. وشهدت الأعوام الأخيرة إقبالا كثيفاً على المنتجات الطبيعية التي لا تدخل في تصنيعها أية مواد كيميائية، وبرزت اسماء شركات تعمل في هذا المجال، وتفوّق بعضها على أسماء شهيرة لعلامات تجارية عريقة، ما جعل بعض الشركات الكبرى تتجه الى تصنيع منتجاتها بطريقة مشابهة. وتستهدف الشركات العاملة في مجال التجميل نحو 70 في المئة من الإناث السعوديات اللواتي يصل تعدادهن إلى أكثر من تسعة ملايين نسمة. وتركز السيدات اللواتي تزيد أعمارهن عن 50 عاماً ويشكلن نحو 30 في المئة من السعوديات على منتجات العناية بالبشرة والمحافظة على شبابها ونضارتها. الصالونات النسائية يعود فن التجميل والزينة في السعودية إلى ما قبل تأسيس الدولة بقرون عدة، إذ عرفت نساء الحجاز غرب السعودية حاليا منذ القدم استخدام أدوات الزينة لإظهار جمالهن، وكنّ يزرن "المقينة" وهواللقب الذي كان يُطلق على من تمتهن مهنة التجميل. ومع التطور الذي شهدته المنطقة بتأسيس الدولة السعودية والنمو الذي عرفته، وكان من النتائج الايجابية لذلك خروج المرأة للدراسة والعمل، وظهرت لدى بعضهن الرغبة في ممارسة العمل الخاص ما أدى إلى ظهور أنشطة نسائية تناسب طبيعة المرأة مثل "البوتيكات" النسائية ومشاغل الخياطة وصالونات التجميل. وعلى رغم أن الحال تغير في العصر الحديث وأصبحت السعودية تعج بصالونات التجميل المتخصصة التي تشمل أحدث الأدوات والأجهزة المستعملة في حقل الزينة على مستوى العالم، إلا أن المشكلة تكمن في عدم وجود تصريح رسمي يضمن لسيدة الأعمال المستثمرة في هذا المجال العمل في شكل مباشر، ولا بد للراغبات في مزاولة هذا العمل الحصول على تصريح بافتتاح مشغل خياطة نسائي، ومن ثم تحويل جزء من النشاط أوكله داخليا إلى صالون تجميل. وتقول السيدة مضاوي القنيعير سيدة أعمال وصاحبة مشغل نسائي في الرياض إن دخولها مجال العمل الخاص منذ نحو 20 عاما كان بهدف تقديم خدمات الزينة والتجميل لنساء العاصمة اللواتي يحافظن على خصوصية القيام بذلك من دون مخالطة مجتمع الرجل. وتضيف السيدة القنيعير أن مشروع صالون التجميل توقف عند حد درس السوق ومتطلباته واستئجار الموقع وعمل الديكورات، إذ أنها اصطدمت بواقع عدم وجود تصريح خاص بالصالونات وضرورة استخراج تصريح بمسمى مشغل ومن ثم توسيع العمل من الداخل ليشتمل على قسم للتجميل، وعند هذا الحد توقف ما دفعها الى افتتاح مشغل نسائي على أمل أن يتبدل الحال وتتمكن من تأسيس مشروع مستقل يعنى بالتجميل والزينة النسائية. أما السيدة سلوى رضوان صاحبة صالون تجميل في مدينة جدة فترى أن عدم إتاحة استخراج تراخيص لصالونات التجميل، خلق نوعاً من الازدواجية في نوع العمل عوض التركيز على نوعية واحدة، وبالتالي الوصول إلى نجاح أكبر في المجال الذي تختاره سيدة الأعمال. وتشير رضوان إلى أنها اختارت التخصص الذي رغبت فيه منذ البداية بغض النظر عن نوعية الترخيص، إذ ترى أن مجال التجميل واسع للغاية ويحتاج إلى تفرغ تام لأنه لا يشتمل على إعداد السيدات لسهرة أو مناسبة فقط، بل يتعداه إلى متابعة يومية لهن بالمعنى الشامل للكلمة. وتجد رضوان أن أكثر المترددات على صالونات التجميل خارج نطاق المناسبات الخاصة، هن اللواتي تزيد أعمارهن على 30 عاما، إذ تبدأ السيدة في هذه المرحلة بالاهتمام بمظهرها اليومي العام وترغب في المحافظة على بشرة شابة وصحية في صورة دائمة، إضافة إلى نسبة كبيرة من المهتمات بصحة شعورهن وجماله. وفي مدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية، اتفقت ثلاث سيدات أعمال على إنشاء صالون تجميل يخدم المنطقة التي تفتقر إلى هذه النوعية من الخدمات. وتوضح السيدة لمياء العمران أنها وشريكتيها ابتسام جوخدار ومنيرة الصقير، يستهدفن تقديم الخدمة قبل الربح لأنهن عانين من عدم وجود صالون تجميل نسائي لفترة طويلة. وعلى رغم تردد السيدات على الصالون للاعتناء بمظهرهن، إلا أن العمران تؤكد ان زبونات الصالون يركزن على الاهتمام ببناتهن في سن المراهقة اللواتي لا يمكنهن عادة زيارة صالونات الحلاقة الرجالية مثل الصغيرات في العمر. وقالت أن هناك اهتماما واضحا بمستحضرات العناية بالشعر وتغذيته.