حين وافق الايطالي المعروف جيوفاني تراباتوني على تدريب نادي فيورنتينا مطلع الموسم الجاري، كان واثقاً من إمكانات لاعبيه ومهاراتهم ومؤمناً بقدرته على تطويعهم لتنفيذ فكره الكروي وخططه الفنية بهدف المنافسة على لقب بطل ايطاليا لكرة القدم. وفي عهده، تحول فيورنتينا من نادٍ على "قد الحال" إلى قوة كروية تنافس "الكبار"، فاحتل المرتبة الأولى لفترة طويلة قبل أن يجئ لاتسيو ويزيحه من فوق القمة ثم ميلانو ليبعده الى المركز الثالث، كما أنه نجح في تخطي مباراة اياب الدور النهائي لكأس ايطاليا بسلام بعد تعادله 1-1 مع بارما في بارما وسيخوض الاياب على ارضه الاربعاء المقبل. والابتعاد عن القمة أقلق هذا المدرب العملاق الذي تولى من قبل تدريب معظم الأندية الكبرى في ايطاليا يوفنتوس وميلانو وانتر ميلان وحقق معها انجازات رائعة متمثلة في فوزه بكل البطولات المتاحة على صعيد الاندية: دوري ايطاليا وكأسها، الكأس السوبر الايطالية، كأس ابطال اوروبا، كأس الكؤوس الاوروبية، كأس الاتحاد الاوروبي، الكأس القارية "انتركونتيننتال"، كما درب بايرن ميونيخ الالماني وحصل معه على الدوري، وقال: "المهمة باتت صعبة للغاية ولكنها بالتأكيد ليست مستحيلة، حلمنا هو أن نفوز باللقب ومن حقنا أن نستمر في الحلم". وذكر تراباتوني: "فرصتنا في إستعادة القمة ربما لا تتعدى 10 في المئة، لكننا سنتمسك بها". أسباب التراجع من وجهة نظر المدرب ليست فنية أو بدنية لكنها تتعلق بالظروف التي احاطت بأجواء الفريق خلال الفترة الماضية: "لولا اصابة الارجنتيني باتيستوتا وسفر ادموندو إلى البرازيل للاحتفال بأعياد الكرنفال في بلاده وقلة خبرة البرتغالي روي كوستا لما تزحزحنا عن موقعنا. فيورنتينا يملك اقوى ثلاثي هجومي في العالم حالياً ولو سارت الامور على ما يرام لكان طريقنا الى الفوز باللقب مجرد نزهة". وإصابة باتيستوتا جاءت في وقت حرج للغاية ووضعت فريقه في موقف لا يحسد عليه، وما زاد الطين بلة أن ادموندو أصر على السفر إلى البرازيل لقضاء أعياد الكرنفال هناك تاركاً ناديه وهو في امس الحاجة الى خدماته. صحيح ان عقده ينص على امكان السفر لكنه افتقد حس الانتماء عندما غاب عن فريقه لمدة عشرة أيام. اما البرتغالي روي كوستا فهو من اللاعبين الذين يمتازون بالتحرك المستمر في ارجاء الملعب كافة لكن تنقصه الخبرة وحنكة المباريات الكبرى، وعنه قال تراباتوني: "لاعب كبير لكن تنقصه الخبرة... يركض يميناً ويساراً وفي كل مكان بالملعب طول الوقت وبعد مرور ساعة واحدة من زمن المباراة يصبح غير قادر على مواصلة اللعب، يذكرني بالبولندي ذائع الصيت بونييك الذي عابه الشيء ذاته، وعليه ان يتعلم كيفية تنظيم جهده وتوزيعه على زمن المباراة بأكمله". طلاق ادموندو وفيورنتينا سيعود ادموندو بالتأكيد الى ناديه البرازيلي فاسكو دا غاما مع نهاية الموسم الحالي، ويرى مراقبون ان غيابه سيؤثر بشكل كبير على أداء فيورنتينا. ويتفق تراباتوني مع هذا الرأي بل ويؤكد: "للأسف سنتأثر جميعاً بغياب ادموندو، اعتقد انني السبب في رحيله بسبب عدم تقربي منه نفسياً... قسوتي عليه في بعض الاحيان سببت شرخاً في جدار العلاقة بيننا. اتمنى أن ينهي موسمه الحالي بقوة لاننا نحتاج الى مساعداته واهدافه للاحتفاظ بالامل حتى النهاية". والبديل المطروح الآن امام ادارة النادي هو الايطالي فينشنزو مونتيللا مهاجم سمبدوريا، القريب من الهبوط الى الدرجة الثانية. ويتفق تراباتوني مع الادارة على انه الافضل على كافة الاصعدة. ولد مونتيللا في ضاحية بوميليانو داركو بالقرب من مدينة نابولي في 18 حزيران يونيو 1974. لعب أول مباراة رسمية له ضمن صفوف ايمبولي في الدرجة الثالثة موسم 1990-1991، وانتقل بعد ذلك الى نادي جنوه ولعب له موسمين في الدرجة الثانية قبل ان ينتقل إلى سمبدوريا موسم 1997-1998. وفي اول موسم له في الدرجة الاولى احرز 22 هدفاً في 28 مباراة، وفي الموسم الثاني سجل 20 هدفاً في 33 مباراة، لكنه لم يسجل سوى 5 أهداف في 14 مباراة هذاالموسم، وقد غاب عن الملاعب 4 أشهر بسبب الاصابة. والعلاقات أساساً متوترة في الوقت الحالي بين مونتيللا وناديه، وهذا سيجعل عملية انتقاله الى فيورنتينا مؤكدة. وهو يقول: "العلاقات تسير نحو الأسوأ ولذا فمن المستحيل ان ابقى... انتقالي في الموسم الجديد مؤكد، لكن الى اين؟ لا أحد يدري حتى الآن. أتمنى طبعاً أن انتقل إلى فيورنتينا خصوصاً أنه يمر بأفضل حالاته، ومدينة فلورنسا تعشق الفن والكرة إلى حد الهوس ووجودي ضمن صفوف فريق ناديها العريق سيزيد حتماً من شعبيتي". الورقة الرابحة ويعد الارجنتيني غابرييل باتيستوتا الورقة الرابحة في يد تراباتوني لأنه نجم فوق العادة بكل المقاييس، فهو لاعب جاد يتميز برغبته الدائمة في تحقيق الفوز ويبذل جهداً كبيراً في توجيه عناصر فريقه أثناء المباريات بصفته القائد. وعنه يقول تراباتوني: "لم أدرب في حياتي مهاجماً في قوة باتيستوتا... أتمنى أن يحقق لناديه ما لم يحققه احد من قبل، وأحلم بالحصول على لقب بطولة الدوري في ظل وجوده، لأنه يستحق ذلك، ولأنه سيكون من الصعب على فيورنتينا الحصول عليه لو غاب "باتي غول" عن صفوفه". سمن على عسل وترددت الشائعات أخيراً بأن هناك خلافات بين تراباتوني ورئيس النادي شيكي غوري على اعتبار ان الأخير يتدخل في الأمور الفنية التي هي من صميم عمل المدرب وحده. تراباتوني نفى الشائعات وأكد أن العلاقة بينهما "سمن على عسل"، وقال: "العلاقة بيني وبينه حسنة للغاية، فهو رئيس يضع مصلحة ناديه فوق كل اعتبار ولا يتدخل أبداً في الأمور الفنية، يستمع كل منا لآراء الآخر ولا يفرضها عليه، ربما يفضل إشراك بعض اللاعبين في المباريات بيد ان المدرب لا يمكن ان يشرك سوى اللاعب الجاهز والمفيد لفريقه". وأكد تراباتوني أنه باقٍ مع فيورينتينا الموسم المقبل بنسبة 99 في المئة، وعندما سأله أحباؤه عن "الواحد" المتبقي، قال: "ربما تنقلب الحال في الشهرين المقبلين ويحدث ما لا يحمد عقباه، كأن نخسر المباراة النهائية للكأس، أو نتعرض لهزائم متتالية في الدوري وتكون النتيجة أن يستغني النادي عني". مشاكل ادموندو 20 -2 -1998: قبيل المباراة ضد يوفنتوس في الدوري علم انه ضمن الاحتياطيين فتشاجر مع مدربه السابق ميليساني وسافر الى البرازيل. 20- 6- 1998: عقب مباراة كأس ايطاليا مع يوفنتوس، اتهم زميله اوليفيرا بانه تعمد عدم التمرير له وهو في موقع مناسب للتسجيل. 12- 9- 1998: صفع لاعب امبولي على وجهه فاوقف مباراتين. 17- 10- 1998: اخرجه تراباتوني قبل ربع ساعة من لقاء روما في الدوري، فاحتج على التغيير ووجه عبارات لا تليق الى مدربه لحظة خروجه من الملعب. وفي غرفة الملابس وبخه من جديد. 28 - 10 - 1998: في مباراة ضمن كأس ايطاليا ضد ليتشي، تشاجر في الملعب مع زميله بيجيكا واحتد بشدة على زميليه بادالينو وباتيستوتا في غرفة الملابس. 13 - 12 - 1998: تلقى انذاراً في مباراة فريقه مع يوفنتوس واوقف فتوجه الى البرازيل وبقي هناك 18 يوماً ضد رغبة مدربه. 10 - 1 -1999: تشاجر مع زميله البرتغالي روي كوستا واتهمه بانه يتعمد عدم التمرير له. 19 - 1 - 1999: لم يحترم اشارة المرور وعبر اثناء ظهور الضوء الاحمر فاصطدمت سيارته بسيارة صغيرة واصاب سائقها. 7 - 3 - 1999: سافر الى البرازيل للاحتفال باعياد الكرنفال رغم اصابة باتيستوتا وحاجة فريقه اليه. 6 - 4 - 1999: وصل متأخراً عن موعده بعد قضاء اجازة قصيرة في فرنسا ولم يستأنف التدريبات فور عودته.