اتفقت السعودية وتونس على اجراء مناورات عسكرية مشتركة قريباً. وأكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز خلال اجتماعه أمس مع وزير الدفاع التونسي الحبيب بن يحيى، ان "العلاقات الممتازة بين الدولتين من قديم الزمان وحتى يومنا هذا تزداد متانة يوماً بعد يوم وتؤكد الروابط الوثيقة بين الدولتين والشعبين السعودي والتونسي". وقال: "يجب أن تكون العلاقات العسكرية كما خطط لها من القيادات العليا في الدولتين". واعتبر الأمير سلطان "اجراء مناورات مشتركة بين الجيشين العربيين الإسلاميين خطوة حميدة"، مشيراً إلى ان فريقاً عسكرياً تونسياً سيزور الرياض "للاتفاق على مراحل المناورات وطريقتها ومكانها". ولفت وزير الدفاع التونسي إلى ان هذه المناورات ستكون الأولى التي تجريها تونس مع دولة عربية. وشدد الأمير سلطان على أن المملكة العربية السعودية تضم فوق ترابها بيت الله الحرام ومسجد وقبر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وقبور صحابته، ولذا فهي مسؤولة مسؤولية كبرى عن خدمة الإسلام والعرب". من جهة أخرى، يقوم الأمير سلطان والوفد المرافق له اليوم بزيارة إلى الجزائر لتهنئة الرئيس الجزائري المنتخب عبدالعزيز بوتفليقة ممثلاً للمملكة العربية السعودية. وهذه الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى الجزائر منذ نحو عشر سنوات. ووصفت مصادر ديبلوماسية في تصريحات إلى "الحياة" الزيارة بأنها "علامة بارزة في العلاقات السعودية - المغاربية عموماً، والسعودية - الجزائرية خصوصاً". وأشارت المصادر إلى أن "توجه شخصية بثقل الأمير سلطان يرافقه وفد رفيع إلى الجزائر ولو لبضع ساعات، يؤكد مساندة السعودية القوية لعهد الرئيس بوتفليقة الجديد في سبيل تحقيق الاستقرار في الجزائر". وسيعود الأمير سلطان بعد الزيارة إلى تونس لاستكمال فعاليات زيارته إليها قبل أن يغادرها السبت إلى إيران. ونقل الأمير سلطان خلال الاجتماع مع الوزير بن يحيى "تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات المسلحة، وولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها إلى الرئيس زين العابدين بن علي الذي "لم يأل جهداً في تكريس العلاقات الحسنة والجيدة بين البلدين"، وإلى شعب تونس وقواتها المسلحة. وحضر الاجتماع من الجانب السعودي الفريق أول ركن المتقاعد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن محمد بن سعود والأمير مشعل بن عبدالله والأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، ووزير الدولة السعودي عضو مجلس الوزراء الدكتور مطلب النفيسة والسفير السعودي في تونس علي القفيدي والوفد العسكري السعودي برئاسة مدير استخبارات وأمن القوات المسلحة الفريق ناصر العرفج. ومن الجانب التونسي، إلى الوزير، قادة القوات المسلحة التونسية وكان الأمير سلطان التقى في وقت سابق في مقر إقامته في تونس وزير الخارجية التونسي سعيد بن مصطفى، الذي أكد أن بلاده "تعتبر ان للسعودية دوراً مهماً تقوم به على الصعيد العربي والدولي". وقال إنه تحدث مع الأمير سلطان "بخصوص التكامل والتشاور بين تونس والسعودية سواء في إطار الجامعة العربية التي تبقى بالنسبة إلينا الإطار الأمثل، أو في المحافل الدولية والاقليمية، في سبيل تحقيق كل ما يمكن أن يساعد العلاقات المتميزة، بفضل ما للسعودية من رصيد وتقدير وما لتونس كذلك". وسئل هل أنت متفائل بامكان عقد قمة عربية قريباً؟ فأجاب: "نحن في تونس لنا رأي في القمة، فنحن نعتبرها حدثاً مهماً للعلاقات العربية، ولذلك لا بد أن تكون القمة تتويجاً لعمل يقع تحضيره على مختلف المستويات، ويأتي الملوك والرؤساء العرب ليتوجوا هذا العمل ويباركوا هذا التحضير". وأفادت مصادر تونسية ان محادثات الأمير سلطان ووزير الدفاع التونسي حبيب بن يحيى تركزت على آفاق تطوير التعاون الثنائي في مجالي التدريب وتطوير تجهيزات القوات التونسية التي بدأت تنفيذ خطة شاملة لتحديث معداتها في السنوات الأخيرة. وأوضحت ان توسيع التعاون في هذا القطاع يأتي استكمالاً لمحادثات كان أجراها رئيس أركان القوات الجوية الفريق الركن عبدالعزيز الهنيدي مع مسؤولين عسكريين تونسيين في وقت سابق من العام الجاري. أما على صعيد المحادثات التي أجراها الأمير سلطان مع وزير الخارجية التونسي السيد سعيد بن مصطفى، فأفادت المصادر أنها أتاحت تكريس التطابق في وجهتي نظر البلدين في شأن القضايا الرئيسية. وأضافت أنها شملت مواضيع عدة في مقدمها الجهود المبذولة لتعزيز التضامن العربي وتجاوز الخلافات التي تضعفه والوضع في الخليج وتعطل مسار التسوية في الشرق الأوسط.