أنهى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي، امس، زيارة لتونس استمرت اربعاً وعشرين ساعة على رأس وفد رفيع المستوى كان في مقدمه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ووزير المال ناصر العساف. وأجرى الرئيس زين العابدين بن علي محادثات مع الضيف السعودي على انفراد، استمرت نحو ساعة تطرقا خلالها الى مسار العلاقات الثنائية التي وصفاها بكونها "ممتازة" وأكدا ضرورة الاستمرار في تعزيزها "بعد الانطلاقة الجديدة التي شهدتها في السنوات الاخيرة". وحضّا على تكثيف المبادلات التجارية. وأفادت مصادر تونسية ان الرئيس بن علي شدد على "الأهمية التي تمنحها تونس لمزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى أعلى المستويات". وأضافت انه عبّر عن ارتياح تونس الى "ما يشهده الاستثمار السعودي في تونس من تطور". وأثنى على ما يلقاه الكوادر التونسيون في السعودية من "معاملة جيدة ورعاية دائمة". الى ذلك تطرقت المحادثات الى فكرة إرساء تشاور دوري بين القيادتين السياسيتين و تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة التي لم تجتمع منذ العام 1995 و"تقويم التعاون الثنائي وتطوير آلياته". وعلى الصعيد المغاربي اعطى الأمير عبدالله انطباعات جيدة عن محادثاته مع الملك محمد السادس والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وقالت مصادر مطلعة انه بدا متفائلاً بتحسن العلاقات المغربية - الجزائرية في الفترة المقبلة، فيما افادت مصادر تونسية ان الرئيس بن علي جدد تأكيد الأهمية التي توليها تونس لبناء الاتحاد المغاربي يضم الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا بوصفه "خياراً استراتيجياً يستجيب آمال شعوب المنطقة في بناء المصير المشترك". وتطرقت المحادثات الى مسار السلام في الشرق الأوسط وأظهرت تطابقاً في وجهتي النظر السعودية والتونسية. وأوضحت مصادر مطلعة ان الأساس الذي يقوم عليه الموقفان مثلما تجلى من المحادثات هو "ضرورة احلال سلام عادل وشامل ودائم بتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واستعادة سورية ولبنان اراضيهما المحتلة". وأفادت وكالة الأنباء التونسية في هذا السياق ان الرئيس بن علي عبّر عن تقديره ل"الجهود التي ما انفكت تبذلها السعودية في خدمة القضايا العربية والاسلامية". وقالت انه أشاد "بمكانتها على الساحة الدولية، مؤكداً ضرورة تنقية الاجواء بين الأشقاء العرب واستثمار الامكانات العربية من اجل دفع عملية التنمية الاقتصادية والتقدم بالعمل العربي المشترك نحو ما ترنو له شعوب المنطقة من استقرار ونماء ورخاء". وتوسعت المحادثات لاحقاً الى اعضاء الوفدين وتطرقت اساساً الى آفاق تنمية التعاون الثنائي وتوسعة مجالاته. وكان الرئيس بن علي اقام مساء أول من امس مأدبة عشاء تكريماً للأمير عبدالله والوفد المرافق له حضرها كبار المسؤولين التونسيين وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي والاسلامي المعتمدين في تونس. الى ذلك، سادت انباء في الرباط امس عن ترقب زيارة شخصية سعودية مهمة، قد تكون لها علاقة بنتائج زيارة الامير عبدالله الى كل من المغرب وتونسوالجزائر، لكن الاوساط الرسمية في الرباط رفضت تأكيد هذه الانباء او نفيها. الى ذلك، نقلت وكالة الانباء الجزائرية عن الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي القول "لم تكن هناك وساطة سعودية بين المغرب والجزائر ولم يتم التطرق اليها خلال المباحثات" في اشارة الى الزيارة الرسمية لولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الى الجزائر، لكنه رأى ان "كل عربي مخلص، ولا سيما في المملكة العربية السعودية، لايود الا ان تصل العلاقات بين البلدين الشقيقين الى ارقى المستويات وهذه امنيتنا جميعاً".