تلقى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، امس، مكالمة هاتفية من الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام من باريس اطلعه فيها على فحوى محادثاته مع الرئيس جاك شيراك. وأفادت وكالة الانباء الرسمية ان الرئيس الجزائري عبّر "لأخيه عن شكره وامتنانه لما تبذله الشقيقة المملكة العربية السعودية وسموه بالذات في مساعدة الجزائر سواء على الصعيد الثنائي او الدولي"، وان الأمير سلطان اكد له "استعداده واستعداد المملكة العربية السعودية عاهلاً وأسرة وشعباً للوقوف جنباً الى جنب مع الجزائر في السراء والضراء". وذكرت الوكالة الجزائرية ان "هذه المكالمة لم تأت كمبادرة يتيمة من طرف اشقائنا في المملكة العربية السعودية". واضافت: "لقد أبلوا بالامس، وما زالوا يفعلون، بلاء حسناً من اجل استقرار الجزائر وعزتها والخروج نهائياً من محنتها". وكان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أجرى الشهر الماضي اتصالات في الجزائر والمغرب أدت الى نوع من التقارب بين وجهات النظر بخاصة بعد موافقة الرئيس بوتفليقة على تقديم توضيحات عن شكوى مغربية في شأن اعتداء محتمل قام به الجيش الجزائري على الحدود المغربية. وكان الرئيس الجزائري ردّ على هذه الشكوى في 2 الشهر الماضي. اذ اوضح انه كقائد أعلى للقوات المسلحة ووزير للدفاع قام بالتحريات الكاملة التي افضت الى نفي هذه الانباء، داعياً العاهل المغربي الى الرد بصرامة في حال حدوث مثل هذه التجاوزات الجزائرية. وهي المرة الثانية التي تتدخل فيها دولة عربية لتصحيح العلاقات الجزائرية - الفرنسية، اذ سبق للرئيس المصري حسني مبارك ان قاد دور وساطة بين الجزائر وفرنسا في حزيران يونيو الماضي من دون ان تفضي الى تحقيق نتائج ملموسة.