القدس المحتلة - أ ب، أ ف ب ، بثت الاذاعة الاسرائيلية أمس ان الشرطة الاسرائيلية أوصت بتوجيه اتهام رسمي الى وزير الخارجية ارييل شارون بخصوص ما يزعم من عرضه صفقة تجارية على جنرال سابق في الجيش الاسرائيلي في مقابل إدلائه بشهادة في المحكمة لمصلحته. ويتهم شارون بالتأثير على شهود في قضية تشهير تتناول الدور الذي لعبه اثناء الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982. وكانت الشرطة استجوبت شارون وافيغدور بن غال في ما يتصل برحلة قام بها الاثنان الى روسيا في حزيران يونيو 1997. وأثيرت شكوك بعد تلك الرحلة عندما غير بن غال شهادته في قضية قدح وذم أقامها شارون ضد صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية. وراجت أنباء مفادها ان بن غال، الذي دخل مجال العمل التجاري الخاص بعد خروجه من الجيش، سيحصل على جزء من صفقة غاز طبيعي مربحة مع روسيا نتيجة للرحلة، وذلك مقابل ادلائه بافادة لتبييض صفحته في قضية غزو لبنان. وكان شارون عام 1982 وزيراً للدفاع فيما كان بن غال قائداً لفرقة مدرعات شاركت في غزو لبنان. وعقد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأمر عندما قال انه هو الذي قرر إضافة بن غال الى الوفدالذي زار روسيا برائاسة شارون. واستجوبت الشرطة نتانياهو ايضاً. وقالت الاذاعة ان توصية الشرطة التي تأتي بعد تحقيق استمر سنتين رفعت أول من أمس الاربعاء الى مدعي الدولة ادنا اربيل التي يتعين عليها بت الأمر. ورداً على اسئلة وكالة "فرانس برس"، امتنعت الناطقة باسم الشرطة ليندا منوهين عن التعليق واكتفت بالقول ان "الشرطة تحرص على ابقاء هذه القضية بعيدة عن الاضواء نظراً إلى اقتراب موعد الانتخابات". ويعتبر شارون احد رموز الجناح المتشدد لليمين الاسرائيلي، واحداً من كبار مؤيدي رئيس الوزراء نتانياهو في الحملة تمهيداً للانتخابات العامة في 17 أيار مايو المقبل في اسرائيل. وفي بيان طالب شارون، الذي يدفع ببراءته، النيابة بالانتهاء من البحث في طلب الشرطة قبل الانتخابتع، وأضاف انه يضع نفسه في تصرف المدعية اربيل. وكان الجنرال بن غال وجه في العام 1987 التهمة علناً إلى شارون بأنه خطط سراً لاجتياح لبنان حتى بيروت - وهذا ما حصل فعلاً - فيما لم تسمح حكومة مناحيم بيغن في البداية إلا باجتياح محدد ب40 كلم من الحدود الشمالية لإسرائيل. وتسبب بن غال في مفاجأة بتراجعه عن اقواله في 1997 خلال محاكمة بتهمة التشهير رفعها شارون على صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية التي تطرقت الى الموضوع نفسه. وقبل اسبوعين من تلك المحاكمة، شارك بن غال الذي كان يعمل آنذاك في مؤسسة خاصة، في الرحلة التي نظمها شارون إلى روسيا عندما كان وزيراً للبنى التحتية الوطنية. وقد مضى الوزير الى موسكو للتفاوض على شراء غاز طبيعي. وأثار هذا الأمر في ما يبدو اهتمام بن غال الذي ما لبث ان اصبح مندوباً لشركة الغاز الروسية "غازبروم" في اسرائيل. ويثير دور شارون في اجتياح لبنان جدلا منذ البداية. ففي شباط فبراير 1983 اضطر الى الاستقالة من منصبه وزيراً للدفاع بعدما اثبتت لجنة تحقيق رسمية اسرائيلية "مسؤوليته غير المباشرة" عن قتل آلاف اللاجئين الفلسطينيين على يد عناصر من الميليشيات اللبنانية المتحالفة مع اسرائيل في ضاحية بيروت. وبرغم هذا الاتهام تسلم شارون مناصب وزارية عدة في الثمانينات والتسعينات ثم عينه نتانياهو وزيراً للخارجية العام الماضي.