اقتحمت شوارع القاهرة في السنوات الاخيرة ظاهرة المقاهي "الشبابية" التي لقيت إقبالاً منقطع النظير من شباب الجنسين. وزاد في رواجها كونها بمثابة الملاذ للشباب من رقابة الأهل، وأضحت متنفساً لهم ولعدد من العائلات التي وجدت فيها مجالاً للترفيه. وبعد ما كانت هذه المقاهي تقتصر على المناطق المزدحمة ووسط العاصمة، غزت المناطق التي عرفت بهدوئها، مثل شوارع ضاحيتي المعادي ومصر الجديدة. ولهذه الظاهرة حدان، فهي من الناحية الاقتصادية انتعاش اقتصادي ومجال لتشغيل المئات من الشباب، ولكنها تثير قلق الاهل الذين يشتكون من هذه الاماكن التي تشكل، في نظرهم، "تسهيلاً لفساد الشباب، وإباحة لكل ما هو ممنوع في البيوت أو المدارس والنوادي"، ولا سيما اقدام شباب الجنسين على تدخين السجائر والنرجيلة او "الشيشة" دون اية محاذير، والذين يعارضون بشكل خاص إقبال الفتيات على التدخين علناً. تقول قدرية الغالي، وهي سيدة أعمال وأم لأبناء مراهقين: "ظاهرة الشيشة بالنسبة الى الفتاة ظاهرة غير لائقة في مجتمعنا، وبعدما كانت منتشرة في منطقة الحسين الشعبية وتقدم للرجال فقط وللسيدات الأجنبيات، أصبحت موجودة في كل مكان، ما يشجع ابناءنا على الاقبال عليها". وفيما لو علمت أن أحد أبنائها يدخن الشيشة، تقول: "مع الأسف الشديد لن يكون باستطاعتي أن أمنعه، لكني سأحاول قدر الإمكان أن أسدي له النصح بل إني أحاول منذ الصغر أن أزرع في نفوسهم كراهية التدخين". أيمن فؤاد، شاب في ال 24 من عمره، ويعمل مديراً لمحل تجاري، يعتبر الشيشة "عيباً، بل حراماً، فقد تربيت على ذلك في صعيد مصر. كنت طفلاً في العاشرة من عمري، كان لعمي الفضل في ترهيبي ودفعي الى كره التدخين عموماً، لذلك أعتبرها ظاهرة غير لائقة للفتاة والشاب على حد سواء". وينفي فؤاد أن يكون المقهى من العوامل المساعدة على التدخين، ويقول: "أتردد على المقاهي مع أصدقائي، ورغم ذلك لا ندخن حتى السجائر". محمود عبدالحميد بويز، شاب متزوج يعترف أنه يدخن السجائر، لكنه لم يدخن الشيشة قط، وهو مؤمن أن كليهما عادة سيئة وضارة بصحة المدخن والمحيطين به. ويقول: "على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة لأبنائهم، وعليهم لو كانوا مدخنين أن يمتنعوا تماماً عن التدخين أمامهم، واعترف أنني أدخن بسبب تدليل أبي لي، اذ كان يعلم منذ صغري أنني أدخن لكنه لم يعترض ولم يحاول منعي". لكن محمود يمانع في حال كانت المدخنة ابنته أو زوجته، ويصرح: "لا أقبل نهائياً هذا السلوك، فعلى الفتاة أن تكون متحفظة في سلوكها، وتحترم عادات وتقاليد مجتمعها".