تعتزم الكويت إنشاء قناة فضائية اخبارية قال وزير الاعلام الكويتي السيد يوسف السميط إنها ستكون "موجهة إلى الانسان الخليجي والعربي وفكرتها تقوم على مبدأ الصراحة والصدق والموضوعية في مناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية". واعتذر الوزير مراراً خلال زيارة مقر صحيفة "الحياة" في لندن الخميس عن تقديم أي فكرة عن حجم الموازنة المرصودة لهذا المشروع، لكنه قال إن عماده الاساسي سيكون القطاع الخاص الكويتي بدعم من وزارة الاعلام الكويتية ومساندتها. ولم يكشف المؤسسات ورجال الاعمال المعنيين بتأسيس هذه المحطة الفضائية. وأشار الوزير إلى ان القطاع الخاص سيعالج "محتوى" البرامج التي ستبثها المحطة الفضائية نظراً إلى ان "أهمية المحتوى لا تقل في أي شكل من الاشكال عن التقنيات الحديثة المستخدمة" لانجاح عمل المحطة وزاد: "لدينا قنوات فضائية في الكويت ومن الممكن ان نقدم التسهيلات للقطاع الخاص" بما يشمل الدعم الفني والتسهيلات والتجهيزات المناسبة للعمل. واعترف الوزير ان "الزخم" الاعلامي الكويتي تراجع بعد حرب التحرير لذا تندرج فكرة تأسيس محطة الاخبار الفضائية في خانة "الاثبات مرة اخرى بأن الكويت اليوم قادرة على بلورة هذه الفكرة وبأن التجربة السياسية الكويتية تؤهل أي فكرة اعلامية جديدة لتحقيق النجاح من جديد". وقال الوزير إن المرحلة الراهنة من عمر الفكرة هي "مرحلة تجميع الافكار المتصلة بالمحطة كلها وصياغتها في شكل مشروع إعلامي متطور يخاطب العالم كله مبتدئاً من الكويت"، لكنه نفى تقارير عن رصد مبلغ أولي بحدود 50 مليون دولار لتنفيذ المشروع وأضاف: "لم نتوصل بعد إلى أي مبالغ وليست لدي فكرة عن حجمها النهائي ولا أملك حق الحديث نيابة عن القطاع الخاص المعني بالمشروع في الكويت". لكن الوزير أوحى ان وزارة الاعلام يمكن ان تقدم جل التسهيلات الفنية أو قسماً مهماً منها على الأقل إذ قال: "كل التسهيلات المطلوبة والهياكل الفنية والتقنية المتقدمة ومعدات بث القنوات الفضائية موجودة في الكويت ومن الممكن ان نقدم كل هذه التسهيلات". ورأى الوزير ان الكويت اليوم "منفتحة إعلامياً ومنفتحة أيضاً إدارياً ونستقبل كل الفضائيات مثل ام.بي.سي. وأوربت والجزيرة و"آر تي" و"المصرية" وغيرها... ولكل الفضائيات مكاتب ومراسلون معتمدون في الكويت وهي تملك مطلق الحرية في بث ما تشاء من الكويت...ولدينا قدر كبير من التواصل معها". وأخذنا من حديث الوزير عن الفضائيات العربية القول: "إن الفضائيات العربية كلها تؤدي مهمتها وتقدم قيمة اعلامية ايجابية للعالم العربي في صورة عامة ونستفيد منها كلها"، وقال عن قناة الجزيرة "إنها محطة جديرة بالدراسة". ويقول مراقبون ومحللون إن انجاح مشروع مثل الذي اشار اليه الوزير الكويتي يتطلب اكثر من 100 مليون دولار على مدى خمس سنوات، وبما ان مثل هذا المبلغ كبير نسبياً على القطاع الخاص فربما تطلب انجاح المشروع بالسرعة المطلوبة مساهمة مالية معتبرة من الحكومة الى جانب المساهمة الفنية والتقنية التي ستقدمها. الجزيرة ولم يقل الوزير السميط ان القناة قيد الدرس ستحاكي قناة مثل الجزيرة، لكن يُشار الى ان الحكومة القطرية كانت خصصت مبلغ 150 مليون دولار لانشاء قناة الجزيرة عام 1995 وقدمت لها المباني والتسهيلات الادارية والفنية وغيرها، فيما كان السيد محمود السهلاوي نائب رئيس مجلس ادارة قناة الجزيرة قال ل "الحياة" في مقابلة العام الماضي: "ان القناة لا تتلقى دعماً حكومياً من الحكومات العربية عموماً والحكومة القطرية دولة القناة خصوصاً"، وقدر حجم الانفاق الشهري للقناة بأكثر من عشرة ملايين ريال قطري 748.2 مليون دولار تقريباً ومجموع ما صرف حتى منتصف العام الماضي 230 مليون ريال قطري 2.63 مليون دولار تقريباً.