نقل وزير الإعلام الكويتي يوسف السميط عن مسؤولين قطريين قولهم إنهم "يشعرون بأن هناك ميلاً للعراق لدى بعض مذيعي ومقدمي برامج قناة الجزيرة"، وذكرت "الشرق الأوسط" التي نقلت الخبر أمس، أن وزير الخارجية القطري كشف للوزير السميط عن تشكيل لجنة لإعادة تقويم أداء قناة "الجزيرة" الفضائية، مؤكداً "أن قطر تهمها علاقاتها مع الكويت ولا يمكن مقارنة هذه العلاقات بعلاقات قطربالعراق". وكان السميط زار قطر بتكليف من وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الصباح لإبلاغ الدوحة انزعاج الكويت مما تطرحه "الجزيرة"، وخاصة حين تقحم الكويت في مواقف وأحداث لا علاقة لها بها. الذي لم ينشر هو أن الشيخ صباح الأحمد يبذل جهوداً كبيرة للحد من تطرف بعض الكويتيين ضد "الجزيرة"، وكان آخر تلك الجهود رفضه إغلاق مكاتبها في الكويت، لإدراكه أن بعض الذي تفعله الجزيرة الآن كانت الصحف الكويتية تمارسه قبل الغزو. لو أن السعودية هي التي أرسلت وزيراً للتعبير عن انزعاجها من "الجزيرة" لكان هذا أقرب إلى المنطق والمعقول، بحكم أن "الجزيرة" لا ترى من السعودية إلا الجوانب السلبية، ولا تنقل في برامجها حتى التفاعلات والأحداث الشعبية، فضلاً عن الرسمية، كما تفعل مع الآخرين، وكان آخر مآخذ الرياض على "الجزيرة" إهمالها احتفالات السعودية بمرور مئة عام على قيامها. إن اتهام "الجزيرة" بأنها غير محايدة قضية فيها خلاف، ناهيك عن أن الحياد في الإعلام أكذوبة وضرب من المستحيل، لكنه ينكشف عند بعضهم إذا ضعفت المهنية. كما أن شعور الكويتيين بأن "الجزيرة" ضدهم إنما تشكّل بسبب حساسيتهم تجاه العراق، ولأن لديهم قضية عادلة، يعبرون عنها بطريقة غير عادلة، وموقفهم من "الجزيرة" جزء من هذا التعبير غير العادل تجاه حرية الإعلام في المنطقة. لقد تمنيت على الكويتيين أن يتحدثوا عن الموضوعية في بعض برامج "الجزيرة" لأنها العنصر الذي يستطيعون التحدث فيه، أما الحياد فلا أحد يستطيع أن يستند إليه كحجة في الإعلام، علماً بأن "الجزيرة" كانت موضوعية مع القضية الكويتية، في حين أنها ليست كذلك مع السعودية التي لم تشتكِ، على رغم أن إعلانات الجزيرة تصدر منها.