سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يبدأ اليوم زيارة رسمية يلتقي فيها بن علي ورئيس الوزراء ووزيري الدفاع والخارجية . الأمير سلطان يناقش في تونس الأوضاع العربية وآفاق تعزيز التضامن وتنشيط التعاون الثنائي
في أهم خطوة لتطوير العلاقات التونسية - السعودية منذ عشرة أعوام يبدأ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز اليوم زيارة رسمية لتونس تستمر ثلاثة أيام على رأس وفد رفيع المستوى، وذلك في بداية جولة مهمة يزور فيها ايضاً طهران واسلام اباد. ويضم الوفد المرافق للأمير سلطان الفريق اول ركن المتقاعد الأمير خالد بن سلطان والأمير فيصل بن سعود والأمير فيصل بن سلطان والأمير مشعل بن عبدالله ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مطلب النفيسة. ويجري الأمير سلطان محادثات سياسية مع الرئيس زين العابدين بن علي وكبار المسؤولين التونسيين في مقدمهم الوزير الأول الدكتور حامد القروي ووزير الدفاع حبيب بن يحيى والخارجية سعيد بن مصطفى ورئيس مجلس النواب فؤاد المبزع، يتوقع ان تتركز على تبادل وجهات النظر في شأن الأوضاع العربية الراهنة وآفاق تعزيز التضامن وتطوير العمل العربي المشترك، اضافة الى امكانات تنشيط التعاون الثنائي، خصوصاً في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية. وتأتي زيارة الأمير سلطان الحالية في سياق التطور الذي عرفته العلاقات التونسية - السعودية في النصف الثاني من التسعينات بعدما طويت صفحة الركود الذي مرت فيه في مطلع العقد الحالي. ويتوقع مراقبون ان تعطي الزيارة دفعة قوية للتعاون في أكثر من مجال، خصوصاً ان نجاح الاستثمارات السعودية في تونس حفز رجال الاعمال على التخطيط لتكثيف مشاريعهم فيها، فيما توسع الاعتماد على الخبرات الفنية السعودية في السنوات الأخيرة وانتدبت مؤسسات تابعة للقطاعين العام والخاص أعداداً كبيرة من المهندسين والفنيين والكوادر الطبية عن طريق "الوكالة التونسية للتعاون الفني" جهاز حكومي. وقال السفير السعودي في تونس السيد علي القفيدي في تصريحات أدلى بها امس ان "العلاقات الثنائية عميقة الجذور في التاريخ اذ تعود الى عهد الملك عبدالعزيز، وهي شهدت تطوراً مضطرداً على مدى عقود من الزمن وعرفت في الفترة الأخيرة مزيداً من التوسع والنمو بفضل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس زين العابدين بن علي اللذين كثفا مجالات التشاور والتعاون على جميع الصعد". وأشار الى ان نشاط "الصندوق السعودي للتنمية" في تونس "يدعو للارتياح"، كذلك قطعت الاستثمارات السعودية في البلد، إن كانت خاصة أم حكومية، أشواطاً كبيرة لتتواءم مع توجيهات القيادتين السياسيتين. وأوضح ان البلدين مقبلان على "احكام صيغ التعاون الثنائي والجماعي في الاطار العربي للتغلب على صعوبات المرحلة الجديدة في ظل دخول الاتفاقية العالمية للتجارة حيز التنفيذ كي يحققا مع باقي البلدان العربية حضوراً ايجابياً في الخارطة الاقليمية والدولية". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان "المحادثات السعودية - التونسية ستتناول في الجانب السياسي الوضع في المنطقة العربية بعامة وفي المنطقة المغربية بخاصة، وسيتناول الجانبان بالبحث أوضاع الجزائر بعد الانتخابات، والوضع في ليبيا بعد الخروج من عنق الزجاجة اثر تسليم المتهمين الليبيين في قضية لوكربي وتعليق الحظر على ليبيا". واكد مصدر تونسي رفيع المستوى في تصريح الى "الحياة" ان بلاده "تثمن بشكل واضح الدور السعودي الفاعل في اخراج قضية لوكربي من عنق الزجاجة، ونحن نقدر الدور السعودي المهم في المنطقة". وأشار المصدر الى ان "تونس ستطلع الأمير سلطان على الحوار العربي - الأوروبي والتجربة التونسية في هذا الشأن وبخاصة تجربة الشراكة التونسية - الأوروبية"