غادر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تونس قبل ظهر امس في اعقاب "زيارة اخوة ونقاهة" استمرت 4 أيام. وجرت مراسم توديع رسمية في واحة توزر 500 كيلومتر جنوب غربي العاصمة تونس في حضور الرئيس بن علي ومسؤولين تونسيين وليبيين. وعلى رغم ان الزيارة المفاجئة ارتدت طابع "النقاهة"، اذ ان القذافي يتابع العلاج من كسر أصيب به في الفخذ، طغى على المحادثات التونسية - الليبية البحث في توحيد المواقف من القضايا الاقليمية والعربية المطروحة وفي مقدمها آفاق تنشيط الاتحاد المغاربي والاتصالات الجارية مع عواصم غربية لايجاد مخرج تفاوضي لأزمة لوكربي. وأكدت مصادر اعلامية تونسية ان الأوضاع المغاربية حازت على قسم مهم من المحادثات المكثفة التي اجراها القذافي والرئيس زين العابدين بن علي في توزر طيلة الأيام الاخيرة. كذلك شملت المحادثات امكانات اعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي، مما عكس الأهمية التي يعطيها الليبيون لتطوير العلاقات مع تونس والتي وصفها وزير المعادن والصناعة الليبي فتحي عزوزة بكونها "تحظى بالأولوية" على رغم اعلان القيادة الليبية اخيراً اتجاهها الى تعزيز العلاقات مع البلدان الافريقية واعتزامها تخفيف التركيز على العالم العربي الى حد الغاء امانة وزارة الوحدة العربية من التشكيل الوزاري. ولوحظ ان وزيرين ليبيين زارا تونس على هامش الزيارة الاخيرة للقذافي، ورأسا مع نظيريهما التونسيين اجتماعين للجنتي متابعة قطاعين في اطار تنفيذ قرارات الدورة الاخيرة للجنة العليا المشتركة والتخطيط لمشاريع شراكة جديدة في قطاعي الطاقة والصناعة وتكثيف حجم المبادلات التجارية الثنائية. رئيس مجلس الشورى السعودي على صعيد آخر بدأ رئيس مجلس الشورى السعودي الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير اول من امس زيارة رسمية لتونس تستمر أربعة ايام تلبية لدعوة من رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع. وأجرى الشيخ بن جبير الذي يرأس وفداً كبيراً يضم رؤساء اللجان في المجلس جولة محادثات مع المبزع في مقر مجلس النواب، ركزا بها على آفاق تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين المجلسين في مجالات مختلفة. وأكد الشيخ بن جبير ان تجربة مجلس الشورى في السعودية شهدت نقلة مهمة في السنوات الاخيرة. رسالة من الجنزوري من جهة اخرى، تسلم الوزير الأول التونسي الدكتور حامد القروي امس رسالة من رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري نقلتها وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية الدكتور ميرفت التلاوي التي تزور تونس حالياً. وأفادت التلاوي ان الرسالة تتعلق بآفاق تعزيز العلاقات الثنائية والاعداد لاجتماعات الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة في آذار مارس المقبل في تونس.