أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً او سياسياً او اجتماعياً او اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة ابائهم او امهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل؟ الواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه مع معروف مصطفى سعد 22 عاماً اختصاص علاقات دولية - إقتصاد دولي في الجامعة اللبنانية - الأميركية L.A.U. سنة رابعة. ما هي هواياتك؟ - حضور الأفلام الوثائقية والتاريخية، المطالعة، الرسم، والرياضة. كذلك احب اللقاءات والتجمعات الشعبية. لمن تقرأ؟ - كاتبي المفضل هو محمد حسنين هيكل، اضافة الى كتب وتحليلات باتريك سيل. لمن تسمع؟ - أحب اغاني أم كلثوم ومارسيل خليفة وزياد الرحباني، اضافة الى شغفي بالموسيقى الاجنبية: بافاروتي وغيره من المبدعين. لماذا اخترت هذا الاختصاص؟ - بداية كنت ارغب بدراسة المحاماة، من ثمَّ فكرت بالعلوم السياسية، الى ان استقريت على اختياري الحالي. لعب البيت الدور الاساس في توجيهي. كذلك الاصحاب والبيئة المحيطة لعبا دوراً في تحديد هذا المسار. اخترت هذا الاختصاص ليس حباً او طمعاً بوظيفة، بل اختصاراً وبشكل معين لخبرة سياسية اطمح اليها. لقد ساعدني اختصاصي هذا على تكوين نظرة مختلفة للواقع السياسي الدولي، لكن تبقى الدراسة جزءاً صغيراً، فالخبرة العملية اهم وتلعب الدور الاكبر، لكن لا بد من اسس اكاديمية. ما هو الدور الذي لعبه والدك في اختيار هذا الاختصاص؟ - ترك لي والدي حرية الاختيار. لم يوجهني نحو مجال معين. صراحة. ان هذا السؤال اصبح سؤالاً تقليدياً بالنسبة لي، لقد ولى زمن فرض الآراء، فالناس يربون اولادهم ويوجهونهم ليختاروا ما يشاؤون وليس من حقهم قمعهم وحصر خياراتهم، لكن لا بد في نظري من الاخذ بأفكار الاهل نظراً لخبرتهم وتجاربهم. بماذا تتقاطع مع والدك وبماذا تتعارض؟ - لا يمكنني ان احدد بماذا اشبهه، لكننا نتفق بشكل عام. اشدد على انني اوافقه بكل خطوة قام بها في تاريخه النضالي. نتعارض احياناً في النظرة الى السياسة اللبنانية، وضرورة اعادة بناء الاحزاب، خصوصاً "التنظيم الناصري"، فأنا اطالب بضرورة الاسراع في هذه الخطوة وأطالب بنقد ذاتي حقيقي. قد نختلف في الرأي تجاه فكرة ما، وإذا كان السبب وجيهاً فهو يبدي رأياً. دائماً في النهاية اكتشف ان الحق كان الى جانبه. اضافة الى ان الفارق في العمر يلعب دوراً كبيراً ومؤثراً. ورث والدك الخط السياسي، لكنه دفع ثمن ذلك غالياً. هل تعتبر نفسك ملزماً او معنياً بإكمال هذا الخط. - للاسف ان والدي ورث بهذه الطريقة، فقد وجد فجأة امام الامر الواقع من دون مقدمات. كان يتابع اختصاص الهندسة الزراعية في موسكو واضطر لقطع دراسته والعودة ليتسلم عبئاً ثقيلاً جداً. بنى خبرته بنفسه، وتعلم من اخطائه، لقد دفع ثمناً باهظاً واستحق بجدارة هذا الارث. لم يرث الزعامة على طبق فضة ولم يكن احد قربه يرشده ويوجهه. لم يخض والدي غمار الحرب الاهلية، على رغم وجوده الظاهر في صيدا، يحميها. جبهتنا الوحيدة كانت في كفرفالوس ضد اسرائيل، حيث حذرنا دائماً من فتنتها. بالنسبة الي، اذا كنت استحق هذا الحمل فلا مانع، لكنني افضل ان استحقه عن طريق النضال ولا مشكلة ان طال الطريق وغلت التضحيات. من هو مصطفى سعد بالنسبة اليك؟ - هو والدي وحبيب قلبي، خزان معلوماتي والركيزة التي استند اليها، هو قائدي في النضال، ورمزي ومثالي، يساعدني على تخطي المصاعب. لا يتدخل في خصوصياتي، يلبي فوراً حين اطلب المساعدة. نحن اخوان وصديقان، نناقش، نتحاور، علاقتنا تحكمها الثقة الكبرى، على رغم ان الحياة والتجربة علّمتاه الا يعطي ثقة عمياء لأحد، حتى وإن كان ابنه. ما هو الدور الذي تلعبه أمك في حياتك؟ ج: انها المثال الذي اقتدي به. المناضلة التي وقفت بجانبنا في احلك وأصعب الظروف. والقديسة التي حضنتنا وأعطتنا الدفء. علاقتي بها جيدة، تساعدني في الحياة في مجال خبرتها. تتعاطف معي في افراحي وأتراحي. هي خزان الثقة ونهر المحبة الذي لا ينضب. لا أميز كثيراً بينها وبين الوالد فلهما عندي الوزن نفسه، على رغم ان لكل منهما دوراً مختلفاً. هل انشغال والدك بالشأن العام دفعك لتحمل مسؤولية نفسك باكراً؟ - هي الظروف شاءت ان اتعلم الاعتماد على النفس ومنذ الطفولة، لقد سافرت باكراً في الحادية عشرة من عمري لألتحق بمدرسة داخلية في قبرص، مكثت هناك خمس سنوات وعدت الى هنا شاباً، عوّدني الاهل ان ادير اموري بنفسي منذ البداية، وقبل ان يكون والدي سياسياً ومنشغلاً بهذا الحجم. من هم أصدقاؤك؟ - هم كثر، على رغم انهم من نفس التوجه السياسي والفكري. لا اعرف احداً من ابناء الزعماء السياسيين، اصدقائي من الشعب ومن جميع الفئات والجهات من دون تمييز وتفريق.