أكدت الرباط ان أبوابها مفتوحة أمام زعماء جبهة "بوليساريو"، داعية إياهم الى العودة الى المغرب و"القيام بعمل سياسي والمساهمة في جهود البناء" إذا رغبوا بذلك، مشددة على عزمها على أن تطوي ملف الصحراء الغربية نهائياً. وجه وزير الداخلية المغربي السيد ادريس البصري نداء الى قادة جبهة "بوليساريو" للعودة الى المغرب، ودعاهم الى الافادة من التزام المغرب طي ملف حقوق الانسان نهائيا. وقال لدى اجتماعه مع شيوخ القبائل الصحراوية وزعمائها في مدينة السمارة العاصمة الروحية للمحافظات الصحراوية ان "أبواب المغرب مفتوحة أمام" قادة "بوليساريو"، مشيراً الى ان "محمد عبدالعزيز، يقطن ابوه في قصبة تادلة وسط غربي البلاد، وبشير مصطفى السيد، وعلي بيبا وآخرين مغاربة، وانهم واعون بذلك". واضاف "انهم يعيشون منذ حوالى 25 سنة على هامش التاريخ ويغذون حلما لن يتحقق ابداً" في اشارة الى انفصال الصحراء عن المغرب. وزاد ان الملك الحسن الثاني "انار لهم طريق العودة مرات عدة، وان ابواب المغرب مفتوحة، اذا كانوا يرغبون في القيام بعمل سياسي والمساهمة في جهود البناء". وذكر البصري "ان الرعايا المحتجزين في تندوف يستعدون للعودة الى الوطن، في ضوء تنفيذ خطة اعادة اللاجئين التي ترعاها الاممالمتحدة"، معلناً البدء في بناء مساكن لايوائهم. لكنه ندد بالمحاولات الرامية الى اعاقة العودة "والاستمرار في استخدام هذه الورقة للحصول على مساعدات تمنحها منظمات دولية"، في اشارة الى مآل تلك المساعدات التي اثير حولها جدل في اسبانيا والسويد في الفترة الاخيرة. وكرر البصري ان بلاده عازمة على الطي النهائي لملف الصحراء "اذ من المقرر ان تنتهي الاعدادات للاستشارة الشعبية بعد فترة سبعة اشهر" لكنه رهن احراز التقدم في مساعي الاممالمتحدة بمشاركة جميع المتحدرين من اصول صحراوية. وقال ان المغرب على استعداد كامل للتعاون مع الاممالمتحدة، وحض الرعايا الذين تنطبق عليهم معايير تحديد الهوية على التقدم امام لجنة تحديد الهوية، و"ان الاشخاص الذين لم يقبلوا لهم الحق في تقديم الطعون". واكد ان للمغرب كامل الحق في التمسك باهلية جميع المتحدرين من اصول صحراوية، وفق خطة التسوية واتفاقات هيوستن، والاقتراحات الوفاقية التي طرحها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في زيارته الاخيرة للمنطقة. وتزامن هذا الموقف مع اعلان الاممالمتحدة الانتهاء من وضع المسودة النهائية للاتفاقات المتعلقة بالاستفتاء، وابرام اتفاقات بين المغرب ومسؤولي عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة، واخرى مع مفوضية اللاجئين تنص على البدء في اعادة آلاف اللاجئين المتحدرين من اصول صحراوية. ومن المقرر ان تبدأ معاودة استئناف عمليات التحديد في حزيران يونيو المقبل، وستركز على درس اوضاع 65 الف شخص ينتسبون الى مجموعات قبلية لم تحدد هويتهم في الفترة السابقة التي انتهت الى تحديد هوية حوالي 165 الفا. في غضون ذلك جدد الرئيس السنغالي عبدو ضيوف موقف بلاده الداعم لخطة الاستفتاء. وقال في مقابلة صحافية عشية زيارته الى المغرب "دافعنا بحزم ولباقة عن مبادئ الشرعية والقانون الدولي، ونحن نؤيد خطة الاممالمتحدة لاستفتاء الصحراء" لكنه دعا منظمة الوحدة الافريقية الى تطوير آليات عملها للمساهمة في تحقيق الاقلاع الاقتصادي في افريقيا في اطار "السلم والامن والاستقرار والحرية واحترام الشرعية". يذكر ان السنغال تبنّى الى جانب دول افريقية عدة خطة ترمي الى تعليق عضوية "الجمهورية الصحراوية" في منظمة الوحدة الافريقية خلال مؤتمر القمة الاخير في بوركينا فاسو. وتتوقع المصادر ان يثار الموضوع مرة اخرى في القمة المقبلة التي تستضيفها الجزائر في تموز يوليو المقبل. لكن مراقبين يرهنون تطور الموقف بآفاق العلاقات المغربية - الجزائرية التي يسودها الترقب والحذر. وقالت مصادر ديبلوماسية ان المسؤولين الجزائريين ابدوا تفهما لموقف المغرب من تقديم التلفزيون الجزائري الاسبوع الماضي مسرحية اعتبرت غير لائقة بعلاقات البلدين، مما يعني الافساح في المجال أمام أي مبادرة وفاقية جديدة بعد استتباب الوضع امام القيادة الجزائرية الجديدة.