قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك انه مع انتهاء الانتخابات في اسرائيل ستوجد "فرصة متجددة للتحرك الى الأمام على كل المسارات في الأشهر القليلة المقبلة"، مؤكداً: "اننا على استعداد لأن نجعل السلام بين سورية واسرائيل أولوية عليا ومشدداً على "أهمية انجاز اختراق على المسار السوري - الاسرائيلي" من المفاوضات. وكان انديك يتحدث أول من أمس أمام "مجلس العلاقات الخارجية الأميركية" عن استراتيجية الولاياتالمتحدة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط وحيال العراقوايران. وفيما عرض "خريطة الخطوات المتوازية للتطبيع" مع ايران، شدد على الاستراتيجية الأميركية القائمة على الرفض القاطع لنظام الرئيس صدام حسين في العراق، متعهداً "اننا لن نسمح له صدام حسين أبداً واطلاقاً بأن يستعيد السيطرة على العائدات النفطية" العراقية. وقال "اننا نعتبر ان لا سبيل الى اصلاح هذا النظام"، وان لا خيار سوى "التخلص منه... بمساعدة جيران العراق"، وأن "الجميع في المنطقة يوافق معنا". ووجه انديك انذاراً الى النظام العراقي بعدم "عبور الخطوط الحمر" مهدداً باجراءات حاسمة ضده. وقال ان سياسة الادارة الأميركية الجديدة نحو العراق والتي بدأت أواخر السنة الماضية لا تزال قائمة على "احتواء صدام حسين الى حين قيام نظام جديد في بغداد". وأكد تكراراً ان "لا مجال لإعادة تأهيل نظامه على الاطلاق". ووصف ركائز السياسة الأميركية حيال العراق بأنها تنطوي على أربعة عناصر رئيسية هي: احتواء النظام وتخفيف التهديدات التي يشكلها، السعي الى تخفيف كلفة هذه السياسة على الشعب العراقي من خلال تخفيف وطأة العقوبات عليه وتوسيع صيغة النفط للغذاء والدواء، والعمل مع القوى الخارجية في المنطقة لإعادة تأهيل العراق ما بعد صدام حسين، والحفاظ على قوة عسكرية قوية في المنطقة "على استعداد للتحرك إذا ما عبر صدام حسين الخطوط الحمر". وحدد انديك الخطوط الحمر بأنها تشمل تهديد الجيران وإعادة احياء برامج اسلحة الدمار الشامل. وقال ان الولاياتالمتحدة "ملتزمة مع الشعب العراقي" تحقيق هدف "التخلص" من نظام صدام حسين، مؤكداً "المحافظة على سلامة أراضي العراق" ووحدته. وقال ان لا مجال لقيام دولة كردية في شمال العراق. وأعتبر أيضاً ان النظام البديل في العراق "لن يتم فرضه من الخارج"، و"لا يمكن البديل ان يكون مصنوعاً في أميركا". وزاد: "ان هدفنا هو تغيير النظام"، ولتحقيق هذا الهدف توجد "حاجة لتعاون الجيران العرب وتركيا". وأضاف ان العمل جارٍ مع جيران العراق لوضع أسس "العراق ما بعد صدام". واعترف انديك بأن تحقيق الهدف الذي وضعته الاستراتيجية الأميركية "سيستغرق وقتاً"، لكنه أضاف "اننا نحرز التقدم، لا أدري كم من الوقت سيستغرق الأمر، انما عاجلاً أو آجلاً، انه صدام حسين سيذهب". وأكد ان واشنطن في صدد "بناء قضية" ضد الرئيس العراقي باعتباره "مجرم حرب". وميّز بين الأسلوب الأميركي مع العراق والآخر المتبع مع ايران، وقال ان في ايران "تطوراً" قائماً على "التغيير في الواقع" السياسي، على رغم استمرار القلق من غايات ايران في ميدان أسلحة الدمار الشامل. وقال ان واشنطن لا تزال تعارض رفع العقوبات الثنائية عن ايران وتعارض المزيد من التداخل الاقتصادي "في هذه الفترة". وشدد في الوقت ذاته على أهمية "التحاور" مع ايران واتخاذ الخطوات "الموازية" نحو التطبيع.