دنفر الولاياتالمتحدة - أ ف ب، رويترز، "الحياة" - ذكرت شرطة دنفر كولورادو ان مراهقين كانا "ينفذان مهمة انتحارية" فتحا النار في مدرسة ثانوية قرب دنفر أول من امس، موضحة ان الحادث قد يكون أسفر عن مقتل 25 شخصاً. وأذهلت المذبحة العالم وصدمت السلطات التربوية والأمنية في هونغ كونغ ونيودلهي وطوكيو وتايوان واندونيسيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وبريطانيا واسكتلندا واستراليا حيث دعت أمس وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية الى حظر بيع واقتناء السلاح في الولاياتالمتحدة التي اصبحت البنادق فيها ثقافة لجرائم العنف. وقال عمدة البلدة جون ستون "سمعت ان الحادث أدى الى مقتل 25 شخصاً". لكن السلطات اشارت الى ان هذه الحصيلة ليست مؤكدة. وقالت الشرطة ان المراهقين انتحرا وعثر على جثتيهما في مكتبة المدرسة. وصرح ستون "يبدو ان الحادث يتعلق بمهمة انتحارية"، مشيراً الى انه لا يعرف ما اذا كان الضحايا "من الطلبة أو المدرسين أو من الجانبين". وأوضح ان حوالي عشرين شخصا آخرين، عدد كبير منهم في حالة خطيرة، نقلوا الى مستشفيات في المنطقة وتم اعتقال ثلاثة اشخاص "اصدقاء للشخصين اللذين ارتكبا هذا الحادث الفظيع". وفي البيت الابيض قال الرئيس الاميركي بيل كلينتون انه "مصدوم وحزين". واعترف كلينتون بأنها "اكبر خسارة" تسجل في مدرسة ثانوية اميركية "ايّاً كان عدد القتلى". واضاف "قد لا نعرف ابداً بشكل كامل" ماذا حدث. وعثرت الشرطة داخل المدرسة وخارجها على عبوات ناسفة. وقال ديفيس ان العبوات كانت موضوعة بطريقة توحي بأن المراهقين كانا "يريدان نسف المبنى بأكمله". وذكر طلاب في المدرسة ان شخصين على الاقل، ملثمين ويرتدي كل منهما معطفاً اسود واقياً من المطر، دخلا المكتبة والمطعم خلال استراحة الغداء حيث كان حوالي مئتي طالب موجودين. وقالت طالبة لشبكة تلفزيونية محلية "سمعت ضجيجاً في الطابق السفلي ثم رأيت الفتيات يجرين وهن يصرخن: "احدهم يحمل سلاحاً" فاختبأ الجميع تحت الطاولات". واضافت ان "المراهقين وصلا وفتحا النار". ويبدو ان هذين المراهقين ينتميان الى مجموعة تضم عشرين عضواً "مهووسين بالموت والعنف" ويهاجمون "الاقليات وغير البيض والاشخاص الذين يمارسون الرياضة". وأوضحت الشرطة ان الشابين تركا أكثر من عشر قنابل موقوتة محلية الصنع في المدرسة وحولها. وقامت فرق مكافحة الالغام بتمشيط المدرسة في وقت مبكر من صباح أمس بحثاً عن متفجرات. وذكر ستيف ديفيز المتحدث باسم الشرطة ان الدافع وراء الهجوم لم يتضح بعد لكنه سمع تكهنات بأنه قد يكون مرتبطاً بعيد ميلاد الزعيم النازي أدولف هتلر. والمسلحان وُصفا بأنهما خارجان على القانون وينتميان الى جماعة مدرسة يطلق عليها اسم "معطف المافيا"، كانت صحيفة دنفر بوست قد ذكرت في مقال لها نشرته على صفحتها على الانترنت انها تضم عشرة شبان من طلاب المرحلتين الثانية والثالثة، يرتدون ملابس رُسم عليها الصليب المعقوف رمز النازية، ويحبون التحدث عن هتلر الذي تحل ذكرى عيد ميلاده في 20 نيسان ابريل الجاري. وقال شهود عيان ان المسلحين كانا يضحكان بعدما فتحا النيران على الطلبة. وأوضحوا ان الاثنين دخلا المدرسة التي تضم 1800 طالب أثناء توجه الطلبة الى الصفوف أو الى المطعم لتناول وجبة الغداء. وعثر على المسلحين قتيلين في المكتبة بجوار أكثر من عشرة من ضحاياهما. أما الطلبة الذين لم يتمكنوا من الفرار عند بدء المذبحة فاختبأوا في ذعر، تحت المكاتب وداخل غرف مغلقة وحتى داخل فتحات أجهزة التكييف. ومنذ تشرين الأول اكتوبر 1997، شهدت الولاياتالمتحدة خمسة حوادث اطلاق نار في مدارس قتل فيها 12 طالباً ومدرّس واحد.