قررت الحكومة السودانية امس عدم المشاركة في جولة جديدة من محادثات السلام مع المتمردين الجنوبيين كان مقرراً ان تنطلق في نيروبي اليوم، احتجاجاً على قتل "الجيش الشعبي لتحرير السودان" أربعة سودانيين يعملون في مجال الإغاثة ورفضه تسليم جثثهم. واعتبر رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار "تأجيل المفاوضات لمدة اسبوعين فرصة جيدة لإجراء مزيد من المشاورات بهدف انجاح الجولة المقبلة من محادثات السلام". وأشار الى تفاهم بين الحكومة و"الجيش الشعبي" بقيادة العقيد جون قرنق على التأجيل. وزاد ان وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد الذين يرعون مفاوضات نيروبي سيجرون اتصالات مع طرفي النزاع من أجل "تقريب وجهات النظر قبل انطلاق الجولة المقبلة من المفاوضات". وتحدث وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل امس عن "اتصالات مستمرة مع حركة التمرد". وقال ان "اللقاءات خارج اطار الاجتماعات تتيح مجالاً افضل في تقريب وجهات النظر". لكنه أوضح ان "الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن نتائج". وعلق ناطق باسم "الجيش الشعبي" في نيروبي امس على الأنباء عن تأجيل المفاوضات بقوله: "وفدنا مستعد لبدء المفاوضات، واذا وصل وفد الحكومة فاننا سنتفاوض". اعتقال صحافيين من جهة اخرى، أفادت وكالة "اسوشيتدبرس" ان السلطات السودانية اعتقلت صحافيين اثنين يعملان مراسلين لوسائل اعلام عربية. ونقلت الوكالة عن أقارب الصحافيين مها حسن علي وعبدالقادر حافظ أنهما اعتقلا مساء الأحد وانه لم يتم توجيه اتهامات رسمية اليهما. وكانت صحيفة "الأنباء" الحكومية أكدت الجمعة ان سلطات الأمن اعتقلت صحافيين وأشخاصاً آخرين "اتهموا بالتخابر مع دولة مجاورة" لم تحددها. وبين المعتقلين مراسل صحيفة "الشرق الأوسط" محمد عبدالسيد والمحامي الباقر حسب الرسول. وصرح وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين امس بأن الاعتقالات الأخيرة "ليست لها علاقة بموضوع الحريات الصحافية. لدينا معلومات لا استطيع الادلاء بها الآن في شأن الموقف الحكومي من الدولة التي يتم التخابر لمصلحتها". وزاد ان "اتهام أي شخص بتهمة التخابر يخضعه لقانون الأمن الوطني".