سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فضل انتظار ظروف دولية ملائمة . خاتمي اجل زيارته لفرنسا خوفاً من تهميشها في ظل أزمة البلقان طهران: الحرص على تفادي فشل الزيارة وليس النبيذ وراء ارجاء زيارة خاتمي لباريس
أبدى الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي دائماً حرصاً شديداً على القيام بزيارته المقررة لفرنسا. وذلك لأن هذه الزيارة لا تعزز نجاح استراتيجية الانفتاح على العالم خصوصاً على الغرب التي يتبعها منذ مجيئه الى السلطة قبل نحو عامين فحسب، وانما أيضاً لأنها ستعزز مكانته الشخصية على الصعيد الدولي، مما ينعكس عليه ايجابياً في الاعتبارات الداخلية. ويتساءل المراقبون في طهران عن ارجاء هذه الزيارة التي تحرص باريس على اتمامها في مقدار الحرص الايراني ان لم يكن أكثر، خصوصاً ان السبب المعلن المتعلق بالاشكال البروتوكولي هو وضع أكواب من النبيذ على مائدة العشاء الرسمي الذي كان من المفترض ان يقام تكريماً لخاتمي في قصر الرئاسة الفرنسية. تؤكد اوساط سياسية مشاركة في اتخاذ بعض قرارات السياسة الخارجية في طهران ان هذا المبرر "المشروع والشرعي" ليس سوى "المخرج الضروري" لارجاء الزيارة الى ظروف دولية "ملائمة تكسب الزيارة والمحادثات والاتفاقات المتوقعة خلالها الأهمية السياسية المطلوبة". يذكر ان الموعد الذي كانت اعلنته الأوساط الديبلوماسية الفرنسية للزيارة هو 12 نيسان ابريل، لكن طهران لم تؤكد مكتفية بالاشارة الى ان الزيارة ستتم بعد اعياد "النوروز" في ايران، أي خلال الاسبوعين الأولين من نيسان. وتقول الأوساط الايرانية نفسها ان "النجاح" السياسي والرسمي والاعلامي الذي حققته زيارة خاتمي لايطاليا أخيراً "لا يمكن توقعه في الظروف الدولية والأوروبية الراهنة مع تصاعد حدة التوتر في كوسوفو". وتضيف ان العالم بأسره مهتم بهذه القضية، وفرنسا ذاتها مشاركة في الحملات العسكرية لحلف شمال الأطلسي على المواقع الصربية، "وستظل هذه القضية في مقدم اهتمامات الجميع لفترة قد تطول، مما سيهمش الحدث المتمثل بالزيارة الأولى والتاريخية التي يقوم بها رئيس ايراني بعد الثورة لفرنسا". ومعلوم ان طهران أبدت امتعاضاً من الخيار العسكري الذي لجأ اليه الحلف الأطلسي ضد صربيا، ليس دفاعاً عن سياسة القيادة الصربية ضد البان كوسوفو، لكن "لتثبيت الموقف الايراني المعارض مبدئياً لأي تدخل عسكري خارجي، خصوصاً اذا كانت أميركا هي التي تقوده من دون الاستناد الى قرار من مجلس الأمن"، وتضيف المصادر ذاتها ان قيام خاتمي بزيارته لباريس وسط استمرار الضربات العسكرية الأطلسية "سيحرجه من زاويتين: الأولى ان هذا الملف سيكون جزءاً مختلفاً عليه خلال المحادثات مع المسؤولين الفرنسيين. والثاني ان هذا الأمر قد يربك رغبة الجانبين في اصدار بيان مشترك"، مشيرة الى ما شهدته زيارة خاتمي لروما من ارباكات على هذا الصعيد. اذ لم يصدر بيان مشترك، كما كان متفقاً عليه في البداية، بعدما تحفظ خاتمي عن نقطتين خلال محادثاته مع رئيس الحكومة الايطالية ماسيمو داليما ما حال دون اصدار البيان. وتعترف المصادر ان الاشكال البروتوكولي المتعلق بتقديم النبيذ على مائدة العشاء في الاليزيه أو في ماتينيون مقر رئاسة الحكومة الفرنسية، يشكل "احراجاً حقيقياً لخاتمي في الداخل اضافة لكونه يسبب مشكلة شرعية من الناحية الفقهية"، علماً ان أوساطاً توصف بأنها متشددة تعارض أي انفتاح ايراني على الغرب يمكن أن تتخذ من أي "جزئية" مدخلاً لتوجيه "حملات انتقادات لاذعة لخاتمي وسياسته الانفتاحية على أوروبا الغربية". ولاحظت المصادر ان الغاء الزيارة يؤثر سلباً في "تثبيت النجاحات والاختراقات التي حققها خاتمي على هذا الصعيد.