طهران - "الحياة" - يصل الرئيس الإيراني محمد خاتمي الى باريس غداً في أول زيارة من نوعها على هذا المستوى منذ عشرين سنة هي عمر الثورة في إيران. ووسط تفاؤل في طهران وصفت الخارجية الإيرانية زيارة خاتمي لفرنسا بأنها "مهمة جداً" واعتبرتها "نقطة تحول" في العلاقات بين طهرانوباريس و"تشكل مناسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعرض للعالم منطقها القوي والإنساني في ظل التضليل الإعلامي المسَّخر ضدها". والزيارة تأتي تلبية لدعوة وجهها الرئيس جاك شيراك الى خاتمي قبل نحو 14 شهراً، وتأجلت أكثر من مرة "لبعض الأسباب والأمور البروتوكولية" بحسب المصادر الإيرانية، علماً ان جدلاً حول رفض خاتمي تقديم نبيذ خلال عشاء مع شيراك كان فرض تأجيل الزيارة. وشدد الناطق باسم الخارجية الإيرانية قول خاتمي انه يلبي الدعوة الى الزيارة "من موقع العزة والالتزام بكل الشؤون الدينية". وأشار إلى مباركة مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي سياسة الانفراج التي يتبعها خاتمي مؤكداً انها تستند الى "الاحترام المتبادل ومبادئ العزة والحكمة والمصلحة". واعتبرت وزارة الخارجية الزيارة ثمرة لسياسة الانفتاح وإزالة التوتر التي تنتهجها الحكومة الإيرانية وتطوراً حقيقياً في العلاقات مع أوروبا التي "انتقلت من الحوار النقدي مع طهران الى الحوار البناء فاختلف فحوى المحادثات اختلافاً جذرياً". وأكد السفير الفرنسي في طهران فيليب دوسورمن رغبة البلدين في زيادة حجم التعاون الاقتصادي، وتفعيل المشاريع القائمة في اطار الاتفاق المبرم مع شركة "توتال" النفطية بليونا دولار وشراء إيران طائرات "ايرباص" والتعاون مع شركة "تومسون" في مجال المراقبة الجوية. وأشارت مصادر مطلعة في البنك المركزي الإيراني الى اتفاق مبدئي بموجبه تمنح فرنساإيران خلال زيارة خاتمي قرضاً قيمته 1.5 بليون دولار، على شكل اعتمادات مصرفية. وسيلقي الرئيس الايراني كلمة في المؤتمر العام لمنظمة "يونيسكو" تتناول "النظام الإسلامي في إيران، أهدافه وإنجازاته". وفي لندن، تلقت "الحياة" بياناً من "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" المعارضة اعلنت فيه ان "اكثر من عشرة آلاف" ايراني سيتظاهرون في باريس يوم الأربعاء احتجاجاً على زيارة خاتمي.