يبدأ الرئيس الايراني محمد خاتمي اليوم الاربعاء زيارة الى فرنسا تستغرق ثلاثة أيام تلبية لدعوة رسمية وجهها اليه نظيره الفرنسي جاك شيراك، وتهدف، وفقاً لوزارة الخارجية الفرنسية، الى "تأكيد رغبة فرنسا في المضيّ في الحوار السياسي الطبيعي والشامل مع دولة تشهد تطورات مهمة ويمكنها ان تساهم بشكل ملحوظ في استقرار المنطقة". ويستقبل خاتمي بعد وصوله الى باريس صباح اليوم، رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان في قصر الضيافة في مارينيي، ويتوجه بعد الظهر الى قصر الاليزيه، حيث يلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وفي وقت لاحق يلتقي خاتمي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي كريستيان بونسليه. ويستقبل خاتمي في مقّر إقامته صباح الاربعاء حول مأدبة إفطار مجموعة من كبار رجال الاعمال الفرنسيين ثم يقوم بجولة على عدد من المعالم الباريسية منها "البانتيون" حيث ترقد شخصيات فرنسية بارزة، قبل ان يتوجّه الى مقّر منظمة ال"يونيسكو" لإلقاء كلمة. ويغادر خاتمي باريس صباح الجمعة، بعد لقاءين يعقدهما مع مجموعتي الصداقة الفرنسية - الايرانية في كل من مجلس الشيوخ الفرنسي والبرلمان. وهذه الزيارة هي الاولى التي يقوم بها رئيس ايراني الى فرنسا منذ 1979، وكان مقرراً ان تتم في الربيع الماضي لكنها أرجئت لأسباب بروتوكولية، بعد أن احتّج الجانب الايراني على التقليد الفرنسي المتبّع بتقديم نبيذ على العشاء الذي يلازم الزيارات الرسمية التي يقوم بها رؤساء الدول الأجانب الى فرنسا. وتمّ تجاوز هذا الموقف بالتشاور بين ديبلوماسيي البلدين بحيث لم تصنّف زيارة خاتمي الحالية بأنها زيارة رسمية وقدّمت على أنها "تلبية لدعوة رسمية" من شيراك، بما يتيح عدم إقامة مأدبة عشاء على شرفه. ويرافق خاتمي وفد ايراني مهم يضم وزير الخارجية كمال خرازي ووزراء النقل والثقافة والتعليم العالي، اضافة الى عدد من كبار الموظفّين. وأشارت وزارة الخارجية الى أن الزيارة تؤكّد كثافة التشاور بين البلدين، خصوصاً وأنها تتبع الزيارة التي قام بها وزير الخارجية هوبير فيدرين الى طهران في آب اغسطس 1998، وكانت الاولى التي يقوم بها وزير خارجية فرنسي منذ سنة 1991. وتبع زيارة فيدرين، زيارة قام بها خرازي في شباط فبراير الماضي الى باريس، حيث عقد جلسات عمل عدّة مع نظيره الفرنسي، كما التقى شيراك الذي جدّد أمامه رغبة فرنسا في استقبال الرئيس الايراني. وذكرت وزارة الخارجية أنه سيتخلّل زيارة خاتمي تبادل لوجهات النظر في شأن مواضيع اقليمية ودولية، خصوصاً تلك المتعلّقة بالشرق الاوسط والعراق والخليج عموماً، اضافة الى افغانستان وآسيا الوسطى. وأضافت انها ستكون أيضا مناسبة لاجراء تقويم مفصّل لكافة أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين. وترافق الاعلان عن وصول خاتمي الى باريس مع بيانات تنديد صدرت عن كل من الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان ورابطة الدفاع عن حقوق الانسان في ايران، إزاء الاعتقالات وأعمال القمع المستمرة في ايران. ودعا "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" الى تظاهرة تقام اليوم في باريس احتجاجا على الزيارة فيما ندّدت بها منظمات وشخصيات فرنسية عدّة. احتياطات امنية وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس طلبت من ايطاليا وألمانيا إعادة تشغيل نقاط التفتيش على حدودهما مع فرنسا لمدة اسبوع للحيلولة دون دخول معارضين ايرانيين اثناء زيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي. وصرحت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه "ان السلطات الفرنسية طلبت من السلطات الالمانية والايطالية اعادة المراقبة على حدودهما مع فرنسا من 23 الى 29 الشهر الجاري لتفادي الصعوبات اثناء زيارة الرئيس خاتمي". واوضحت الناطقة ان هذا البند الخاص بتعليق حرية تنقل الاشخاص لاسباب ترتبط بالنظام العام، يدخل في اطار "اتفاقية شينغن" الاوروبية التي تتيح لحامل التأشيرة دخول الدول الاوروبية الموقعة عليها.