باريس، بروكسيل - "الحياة" - أعلن وزير الدفاع الفرنسي الان ريشار أمس ان الغارات الجوية لحلف شمال الاطلسي "لا تحد سوى بشكل طفيف من ممارسات الميليشيا الصربية" في كوسوفو، لكن "ليس هناك أي اقتراح آخر" لوقفها. وقال وزير الدفاع امام مجلس الشيوخ الفرنسي: "اننا على علم بان هذه الضربات، هذا العمل الجوي، لا يحد سوى بشكل طفيف من تصرفات الشرطة وتصرفات الميليشيا التي يدعمها الجيش". وأكد ان "الغارات لا يمكنها على الفور وقف ممارسات طرد السكان بالعنف من جزء من كوسوفو". واضاف: "لم يطرح أي اقتراح آخر للحد منها بصورة أسرع". وأوضح الوزير الفرنسي ان "اختيار الاهداف اليوم يتركز على الوحدات العسكرية اليوغوسلافية العاملة في كوسوفو ويترافق مع الحرص الشديد على سلامة الناس، الامر الذي يدفعنا كل يوم او كل ليلة الى تأجيل بعض عمليات القصف لعدم تعريض المدنيين الابرياء للخطر". وفي بروكسيل، أعلن القائد الاعلى للقوات الحليفة في اوروبا الجنرال الاميركي ويسلي كلارك امس، ان العمليات الجوية وحدها لا تكفي لوقف التجاوزات الصربية في كوسوفو. وقال: "العمليات الجوية وحدها لا تستطيع وقف اعمال القتل التي ترتكبها الميليشيات على الارض وهذا ما يحصل حاليا"، في اشارة ضمنية الى وجوب نشر قوات برية في كوسوفو. واضاف كلارك: "بشأن ما يتوجب عمله، سأنقل الأمر الى القادة السياسيين وحكومات الحلف الاطلسي". وفي جنيف، اعتبر مقرر الاممالمتحدة لحقوق الانسان في يوغوسلافيا جيري دينستبير ان الغارات التي تشنها قوات الاطلسي على يوغوسلافيا "اكبر خطأ منذ حرب فيتنام". واشار الى انه اذا لم يتوقف نزوح اللاجئين من كوسوفو الى الدول المجاورة والجبل الأسود "فإن ذلك يعني اننا نشهد تطهيراً عرقياً كما سبق وحصل منذ بضع سنوات في يوغوسلافيا سابقاً". واضاف دينستبير الذي كان وزير خارجية تشيكوسلوفاكيا بين 1989 و1992 ان "الغارات تشكل آخر الاخطاء التي ارتكبتها الاسرة الدولية عن حسن نية في السنوات العشر الاخيرة"، مشيراً الى انها تساهم في تعزيز نظام ميلوشيفيتش المستبد. وقال ان الغارات "تضعف القوى الديموقراطية.. وتؤدي الى انتهاكات جديدة لحقوق الانسان" وهي ليست في رأيه "تهديداً يؤخذ على محمل الجد" لأن ميلوشيفيتش يعتبر ان "ما من احد مستعد للمجازفة بحياته بالتدخل ميدانياً من أجل كوسوفو". واضاف ان "الأمر كان يستلزم عملية ميدانية باتت مستبعدة جدا في الوقت الحاضر".