عندما تراجعت أسعار اسهم شركة أدوبي سستمز العام الماضي، الى ادنى ما بلغته منذ اربع سنوات، قدّمت شركة كوورك عرضاً غير رسمي وغير ودي لشراء الشركة. وسوف ترد شركة ادوبي على العرض عندما تطرح في السوق برنامجاً يُعرف منذ فترة طويلة من الزمن باسمه الرمزي K2 ويسمّى حالياً برنامج "انديزاين" على رغم ان الجميع تقريباً في عالم النشر يشيرون اليه باسم كوورك كيلر قاتل كوورك. ولا يستخدم كبار العاملين في شركة ادوبلي هذا الاسم الاخير للبرنامج لكنهم لا "يتورعون" عن مهاجمة شركة كوورك في سوقها الاساسية التي هي سوق برامج تصميم الصفحات. وبرنامج انديزاين نتاج جديد تماماً تنتجه الشركة بهذه الصفة للمرة الأولى منذ خمس سنوات. وليس هذا البرنامج، الى ذلك، تجديداً لبرنامج ادوبي للنشر المكتبي الذي يُسمى "بيج ميكر". وتقول شركة ادوبي ان برنامجها الجديد يتّسم بمزيد من المرونة، التي تفوق ما قد يتسم به بيج ميكر او كوورك، فيما يوفر أيضاً اندماجاً افضل مع برنامجي فوتوشوب واليستريتر اللذين يقفان على قمة السوق في مجال معالجة الصور والخطوط. أسهم وعلى رغم ان سعر اسهم ادوبي تراجع بمقدار 2.8125 دولار الجمعة الماضي وأغلق على 40.25 دولار في مناخ عام اتّسم ببيع حاد مكثف لأسهم الشركات التكنولوجية، بقي هذا السعر اعلى بكثير مما كان عليه في ايلول سبتمبر الماضي، اي عندما بلغ 23.625 دولار، وذلك بفضل تحسن ايرادات الشركة وعائداتها مما أسبغ صدقية على جهود الشركة الرامية الى تحسين حظوظها وأوضاعها. يذكر ان الاثنين الماضي شهد مزيداً من التراجع، الذي بلغ مقداره 6.25 سنت، في سعر السهم الواحد من اسهم الشركة. ومن المنتظر ان يبدأ بيع برنامج انديزاين آخر الربيع الجاري على ان يستخدم بنسخة مختلفة في اجهزة ماكنتوش وويندوز ان تي وويندوز 98 بسعر تجزئة مقرّر هو 699 دولار. وتبيع ادوبي نسخة مجدّدة من برنامج بيج ميكر الاصدار 6.5 بلاس ابتداء من 15 آذار مارس الماضي، بسعر 499 دولاراً للبرنامج الواحد او بسعر 99 دولاراً يدفع لقاء تجديد النسخ السابقة من البرنامج. وتطرح ادوبي في السوق ايضاً اصدارين جديدين من كل من برنامج غوليف الموصل بانترنت، الذي استملكته في وقت سابق من العام الجاري، وبرنامج اكروبات الذي ينتج الوثائق المحمولة التي بامكان اي نظام تسهيل او اتاحة قراءتها. عالم النشر ومنذ فترة طويلة وعالم النشر تتقاسمه اما الانظمة المدمجة التي تنتجها شركات مثل ايتكس واس ال ال والتي عادة ما تعمل في اجهزة الكومبيوتر متوسطة القوة او في الاجهزة الضخمة، او الانظمة المكتبية، مثل نظامي كوورك وبيج ميكر اللذين يعملان في اجهزة ماكينتوش والاجهزة الشخصية والخوادم المستندة الى الاجهزة الشخصية. وتطرح شركة ادوبي برنامج انديزاين كجسر بين جناحي او قسمي عالم النشر اذ انه مصمّم ليعمل بمفرده في تركيبات او منشآت صغيرة او ليدمّج مع انظمة مدمّجة خاصة بالناشرين الأكبر. تجريب ومنذ عام والزبائن يجربون نسختي الفا وبيتا من برنامج انديزاين. ويقول جون وورنوك، رئيس مجلس ادارة شركة ادوبي كبير المسؤولين التنفيذيين فيها، انه لا يشك في ان رواج البرنامج كان من اسباب اهتمام شركة كوورك به وبالشركة التي تنتجه العام الماضي. ويضيف: "وجد العاملون في شركة كوورك في تدني اسعار اسهم ادوبي فرصة سانحة للتقدم بعرض وقائي لشرائها". لكن تيم جيل، مؤسس شركة كوورك ورئيس مجلس ادارتها يقول ان ما لفت نظره الى ادوبي تضافر عاملي اسعار الاسهم ومنتجاتها الحالية لا برنامج انديزاين. ويضيف: "لقد كنت قد نسيت "كي 2" انديزاين عندما تقدمنا بعرضنا وهذا لا يعني ان عدداً كبيراً من الناس تخلّف عن تذكيري بالبرنامج الذي فيه عدد من الملامح الجيدة، وعدد كبير من الملامح التي كان يتسم بها كوورك اكسبرس منذ فترة لا بأس بها من الزمن. وأنا افترض ان شركة ادوبي ستحقق نجاحاً لكنني لا اعتقد انها ستُفقدنا حصتنا من السوق". تميز ويذكر ان برنامج انديزاين يتميز عن برامج تصميم الصفحات السابقة بأمرين واحد بديهي لأي شخص يستخدمه والآخر يهم مطوري البرامج اكثر مما يهم الآخرين اذ ان المطورين غالباً ما يرغبون في اضافة قدرات اخرى على البرامج. وبادئ ذي بدء يستطيع انديزاين ان يعمل مع اي صور يولدها برنامج فوتوشوب او برنامج اليستريتر مما يختصر خطوة متوسطة تتناول تحويل صورة او خط الى صيغة عامة، ويتيح مزيداً من المرونة من القدرة على التلاعب من دون اثارة البرنامج او انهاكه. وتشبه اداة الربط، التي يستعملها مستخدم انديزاين، تماماً الاداة المماثلة الخاصة بفوتوشوب واليستريتر. ولهذا تبدو الاداة مماثلة وتعمل بالطريقة نفسها التي تعمل بها اداة فوتوشوب وأداة اللاستريتور. ويستخدم معظم الناشرين، بمن فيهم مخازن كوورك، فوتوشوب واليستريتر، على حد ما يقول جي فليشوور، احد محللي شؤون قطاع الكومبيوتر في شركة ميريل اند لينش، الذي يضيف: "تعرف شركة ادوبي حق المعرفة السوق التي يستهدها برنامج كي 2 وهي السوق التي تستخدم منتجات اخرى حالياً. ولن تكون أدوبي غريبة ابداً عن هؤلاء المستخدمين لهذه المنتجات". وكُتِب برنامج انديزاين باستخدام تصميم حديث مدمّج وذلك بخلاف برنامجي بيج ميكر وكوورك اللذين صُمّما في الثمانينات. ويحتل البرنامج الأساسي 1.6 ميغابايت فقط ما يشكل جزءاً يسيراً جداً من المساحة التي يتطلبها معظم التطبيقات المكتبية في هذه الأيام. كما ان البرنامج يؤوي وظائفه الرئيسية كلها بواسطة الوصلة الكهربائية كما هي الحال بالنسبة الى برامج تصفح انترنت، ما يعني ان في وسع شركة ادوبي ان تضيف الى البرنامج او ان تحسنه بسهولة، وما يعني ايضاً، وهذا هو الأهم، ان في وسع جهات ثالثة ان تضيف قيمة على انديزاين بسهولة من طريق انشاء او توليد وصلات خاصة بالزبائن. ويقول دون اودام، رئيس شركة ديجيتال تكنولوجي انترناشونال، الناشطة من بلدة سبرينغفيل في ولاية يوتا، والتي تعتبر اكبر شركة تعمل على دمج الانظمة لصالح الصحف اليومية والاسبوعية: "استطيع كمطوّر ان استخدم مكونات برنامج كي 2 وان ادمجها ببعضها بحيث تصبح نظاماً طيعاً سلساً لانتاج صحيفة. وما فعلته ادوبي ولم تفعله كوورك انها فتحت مناخها الخاص بالتطوير لنا أو أمامنا". ويُبدي جفري فولتون، مدير القسم التكنولوجي في مجموعة بيزنس اينفورميشن التابعة لشركة تايم انك، التي تختبر برنامج انديزاين منذ عام من الزمن اعجابه بمقدرة البرنامج على العمل بواسطة وصلة كهربائية وعلى الاندماج بفوتوشوب واليستريتر. ويقول ان العمل ببرنامج كوورك يفرض على مستخدمه "ان يخطط عمله بحيث يهيئ الصور كافة قبل ان يصمم الصفحة وهذا مزعج ومربك. وقد ضاق الناس ببرنامج كوورك اكسبرس وباتوا مهيئين لبرنامج جديد بالفعل". لكن المحللين يقولون ان ادوبي بحاجة الى مطورين مثل شركة ديجيتال تكنولوجي اذا ارادت بالفعل ان تقارع كوورك. ويقول مارك وولترز رئيس تحرير "سيبولد ريبورت" عن النشر على انترنت: "بالنظر الى ان ادوبي لا تملك حتى الآن القطع او المستلزمات المطلوبة اللازمة كلها، تحتاج الى المطورين لكي يدعمونها. وأنا اعتبر الوصلة الكهربائية ذات اهمية حاسمة لاجتذاب المطورين الذين يستخدمون كوورك منذ فترة من الزمن. ويتميز البرنامج بملامح قوية لكنها لا تكفي بحد ذاتها". وتقول سوزان سينغ، احدى المحللين لدى شركة داتاكويست، ان جودة التكنولوجيا لا تكفي: "فالأمر الاهم بالنسبة لشركة ادوبي هو ما تعوّد الناس عليه. فحالما تتبنى الشركات ويتبنى الناس برنامجاً مثل كوورك اكسبرس يعزفون عن التغيير لأن في التغيير ما يربك ويزعج. والناس لا تبدل برنامجاً ببرنامج جديد لمجرد ان الجديد هو الأفضل".