مباراة الأنصار والنجمة، العنوان الأكبر للمرحلة ال18 من بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم التي تنطلق اليوم السبت... فهي لقاء القطبين المحليين الذي يأتي ساخناً جداً هذه المرة، علماً أن حرارته مرتفعة دائماً، لأنه ومهما اختلفت ظروفه قمة خاصة غير عادية بحد ذاتها. وعلى الرغم من ان اللقاء سيقام من دون جمهور على ملعب طرابلس البلدي غداً الأحد، فان حسابات الطرفين تتخطى عوامل الإثارة الجماهيرية وأهميتها ومردودها الكبير على صندوقي الناديين اللذين يحتاجان الى كل قرش في ظل الظروف المالية القاسية التي تعيشها الأندية، لأنه يتزامن ومرور الناديين في مرحلة مصيرية من ناحية موقعهما على لائحة الترتيب الموقت للبطولة. صحيح أن الأنصار حامل اللقب عشر مرات على التوالي، يتصدر ب36 نقطة، لكن الصفاء يطارده على بعد "سنتيمترات" بعدما تعادل المتصدر سلبا والهومنمن الأحد الماضي، وفاز الصفاء على الأهلي صيدا بهدف فبات رصيده 35 نقطة. وتنتظر الصفاء مباراة قوية تجمعه والهومنتمن الخامس 25 نقطة غداً أيضاً على ملعبه في وطى المصيطبة. وقد سقط الهومنتمن على ارضه امام النجمة بهدفين السبت الماضي، حيث واصل الفريق النبيذي صحوته سعياً الى الإبتعاد عن دائرة الهبوط الى الدرجة الثانية التي تتهدده وخمسة فرق أخرى هي الأخاء الأهلي والعهد والبرج والسلام والأهلي صيدا. وبفوزه الأخير، تخلى النجمة عن قاع الترتيب، غير المعتاد عليه طبعاً، وقفز الى المركز العاشر 16 نقطة وهو الموقع ذاته الذي كان يحتله حين واجه الأنصار ذهاباً 27 /12 /1998 على ملعب المدينة الرياضية، من دون جمهور، يومها خطف الأنصار التعادل 1-1 في الدقائق الأخيرة. ويحمل لقاء القطبين غداً الرقم ال27. وسبق ان فاز الأنصار 14 مرة والنجمة 5 مرات، وتعادلا 7 مرات. وتابع الفريقان تدريباتهما اليومية بشكل إعتيادي في الأيام الأخيرة، حيث حاول الجهاز الفني في كل من الجانبين "تبريد الأجواء" لئلا ينعكس ذلك على نفسية وأداء اللاعبين، خصوصاً أن الشدّ العصبي والترقب يتحكمان بمجريات مثل هذه اللقاءات، فتنعدم الفنيات عموماً. وأول من امس، حضر رئيس نادي الأنصار النائب سليم دياب مران فريقه على ملعب الشبيبة المزرعة وحثّ أفراده على العطاء غير المحدود، في وقت اعتبر بعض المراقبين ان "ظروفاً غير طبيعية" تتحكم بأداء الأنصار هذا الموسم إذ يحقق الإنتصارات ويجمع النقاط حين يقدم اداء سيئاً او عادياً، ويخفق في حصدها حين يقدم العروض الكبيرة، كما حصل الأحد الماضي امام الهومنمن. ووصف هؤلاء ما يجري بأنه "رُبّ ضارّة نافعة" تشكل صدمة نوعية للفريق ليستفيق ويعاود "هواية" الإنتصارات مع العلم انها المرة الأولى التي يدخل فيها بطل لبنان المنافسة امام النجمة وهناك من يتربّص به ويحاشره ... ومثلما بات على الأنصار ضرورة المضي في جمع النقاط كذلك الأمر بالنسبة للنجمة، الذي استطاع حصد ست منها من فوزين متتاليين في المرحلتين الأخيرتين، جاءا بعد طول انتظار. اسابيع حزينة ويتوافق افراد الجهاز الفني عند الطرفين ان الجمهور يحلّي اللقاء ويطعمه بإثارة سيفتقدها حتماً. وكان نادي النجمة اوضح ان الملاعب عاشت اسابيع حزينة بعدما عانت مدرجاتها من شبه فراغ ما اثّر سلباً على اللعبة وجماليتها وقرّبها من حالة الإفلاس المؤكد مالياً وجماهيرياً. وقبل ساعات قليلة من المباراة، أكدت مصادر الأنصار ان الفريق لن يخضع لمعسكر تدريبي مغلق بل سيتوجه الى طرابلس صباح غد ... بينما ينتقل النجمة الى هناك صباح اليوم السبت، على اعتبار ان الفريق درج منذ استئناف مباريات الدوري التي توقفت زهاء ثلاثة اسابيع لتنظيم كأس الإتحاد الأولى، اغتنمها النجمة فرصة لدخول معسكر مكثف، على الإنخراط في معسكر مغلق قصير عشية كل مباراة من مبارياته في البطولة، وسيتابع ذلك حتى انتهاء الموسم. صمت وبوح وفي وقت يؤثر الجهاز الفني في النجمة الصمت، ومنع بالتنسيق مع الإدارة عن اللاعبين الإدلاء بأي تصريح، تمكنت "الحياة" من الوقوف على رأي المدير الفني المصري فاروق السيد الذي تسلّم "دفة النجمة" خلفاً للجزائري رشيد مخلوفي والفريق دخل المرحلة الحرجة، والتي زادت من صعوبتها انعكاسات الخلاف الناشب منذ ستة اشهر بين ادارة الفريق واتحاد اللعبة. وكان السيد انتقى من خلال المعسكر المكثف مجموعة شبه ثابتة من اللاعبين دخلت عليها وجوه جديدة لخوض المباريات الباقية، وبدّل في اسلوب الفريق بحيث يؤدي كل فرد منه دوراً هجومياً ودفاعياً لتفويت الفرصة على المنافسين. الرقم واحد وقال السيد ل"الحياة" ان جمهور النجمة المثالي هو اللاعب الرقم واحد في الفريق .. وهو ظاهرة استثنائية... "الفريق يخسر في بعض الأحيان وترى في مباريات لاحقة ان عدد المناصرين تكاثر... والمباريات التي لعبها الفريق من دون جمهور عملاً بالحظر الإتحادي، جعلت اللاعبين وكأنهم يتامى... الجمهور على المدرجات عائلتهم". وأضاف السيد: "نحن كسبنا المباريات اللاحقة ولعب جمهورنا دوراً محورياً في ذلك... الآن سنلعب امام الأنصار من دونه، وكأن هذه الورقة الرابحة تُسلب منا". ولفت السيد الى ان الإختلاف في هذه المباراة يأتي من كون إبعاد الجمهور ليس ناجماً عن عقوبة اما الخطة المعاكسة لضمان المباراة فتكمن في نظر السيد والجهاز الفني بالروح القتالية المتوثبة "يجب ان يظهر اللاعبون انهم يستحقون الفوز لأنهم جديرون به، وجديرون بموقع افضل على لائحة الترتيب". وكانت ادارة النجمة أعدّت والجهاز الفني ترتيبات خاصة ليتأقلم اللاعبون على المباراة وسط "مدرجات خالية" من باب الإعداد النفسي المطلوب. واعتبر السيد ان النجمة اسوأ فريق حين يلعب كرة قدم بأسلوب الأداء المفتوح الممتع "فتنكشف منطقتنا وتهتز شباكنا ... الفرق الأخرى تلجأ الى اقفال منطقتها والإعتماد فقط على الهجمات المرتدة... علينا ان نلعب مثلها، اي ان نقفل منطقتنا ثم نضغط لنحقق أهدافاً". ووصف السيد المعسكر المكثف بأنه كان ناجحاً بنسبة 80 في المئة، والنتائج الميدانية وعودة اللاعبين الى مستواهم المعهود وبروز آخرين، عوامل تؤكد صحة ذلك. وتفتتح المرحلة ال18 اليوم بلقاء الأخاء متذيل الترتيب وشباب الساحل الرابع على ملعب برج حمود، ويستضيف التضامن صور الثالث الهومنمن السادس، ويلتقي العهد الحادي عشر مع البرج التاسع على ملعب بيروت البلدي. وإلى لقاءي الأنصار والنجمة، والصفاء والهومنتمن، تستكمل المرحلة الأحد بمباراة الأهلي صيدا السابع والسلام زغرتا الثامن في صيدا، وكان السلام حُرمَ الفوز امام الأخاء الأهلي الأحد الماضي بسبب رعونة تحكيمية، ألغت هدفاً صحيحاً له بداعي التسلل!