الجزائر، لندن - "الحياة"، رويترز - اعلنت السلطات الجزائرية امس الجمعة فوز السيد عبدالعزيز بوتفليقة، المرشح الوحيد المتبقي في الانتخابات، بمنصب الرئاسة بحصوله على 74 في المئة من اجمالي اصوات الناخبين في اقتراع اتسم بضعف الاقبال بعد انسحاب بقية المرشحين احتجاجاً على محاولات مزعومة للتزوير. وقال وزير الداخلية السيد عبدالمالك السلال ان النتائج النهائية لاقتراع الخميس اظهرت حصول بوتفليقة، وزير الخارجية السابق الذي تفضله المؤسسة العسكرية المهيمنة على البلاد، على اصوات اكثر من 4ر7 مليون جزائري من أصل 5،10 مليون شخص قال المسؤولون انهم ادلوا باصواتهم. ووفقا للبيانات الرسمية، انخفضت نسبة الاقبال على الانتخابات بدرجة كبيرة عن مستواها في انتخابات عام 1995. وقال السلال ان نسبة الاقبال بلغت 25ر60 في المئة ممن لهم حق الادلاء باصواتهم في الجزائر وعددهم 5،17 مليون مقارنة ب75 في المئة في انتخابات عام 1995. لكنه اضاف ان اكثر من 454 الفاً من صناديق الاقتراع تركت خالية اول من امس. وتابع وزير الداخلية الجزائري ان بوتفليقة سيتولى الرئاسة خلفا لليمين زروال خلال اسبوع من اقرار المجلس الدستوري للنتائج النهائية للانتخابات. ولم يذكر موعداً محدداً. وقال السلال ان وزير الخارجية السابق السيد احمد طالب الابراهيمي، المدعوم من الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة، جاء في المرتبة الثانية بحصوله على نسبة 53،12 في المئة من الاصوات، يليه الاسلامي عبدالله جاب الله بنسبة 95ر3 في المئة. والابراهيمي وجاب الله ضمن ستة مرشحين انسحبوا قبل 24 ساعة من اجراء الانتخابات وقالوا انهم لن يعترفوا بنتائجها وتعهدوا بتعبئة الشعب الجزائري ل "فرض ديموقراطية حقيقية". وسجلت ولاية تيزي وزو التي تبعد 90 كيلومترا شرق العاصمة وهي معقل المعارض العلماني حسين آيت احمد، زعيم جبهة القوى الاشتراكية، ادنى نسبة اقبال في الانتخابات. إذ بلغت النسبة ستة في المئة. وحصل آيت احمد على نسبة 17ر3 في المئة من اجمالي الاصوات. وبلغت نسبة الاقبال في الجزائر العاصمة 93ر38 في المئة من اجمالي جمهور الناخبين في المدينة وعددهم 7ر1 مليون شخص. وهاجم وزير الداخلية المرشحين الستة المنسحبين لاثارتهم الشكوك في "نزاهة اعوان الدولة" الذين راقبوا سير الانتخابات. وقال السلال: "جرى الاقتراع بكل حرية وسيادة على رغم الشكوك التي لا أساس لها. انني أتأسف كثيراً لتصرف بعض المترشحين الذين ارادوا مسبقاً وبدون اي دليل توريط الادارة في استراتيجيتهم". وتابع موضحاً النسبة الكبيرة من الاصوات التي حصل عليها بوتفليقة: "حصل بوتفليقة على تأييد الاحزاب الرئيسية الاربعة والاتحاد العام للعمال الجزائريين والكثير من المنظمات والهيئات التي تمثل ثقلاً انتخابياً كبيراً". وكانت قيادة جبهة الانقاذ في المنفى وكذلك قيادة الجناح المسلّح للجبهة الجيش الاسلامي للانقاذ اعلنتا الاسبوع الماضي تأييد المرشح أحمد طالب الابراهيمي. ويُعتبر الاخير قريباً من التيار الاسلامي، على رغم كونه من قادة جبهة التحرير الوطني. والابراهيمي نجل الشيخ البشير الابراهيمي أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين. ورأى بعض المصادر ان الابراهيمي لم يكن يرغب في ان تعلن جبهة الانقاذ تأييدها له علناً، على رغم معرفته ان قياديين فيها ينشطون لمصلحته في عدد من المناطق. وكان زروال امر بان تمضي الانتخابات قدماً على رغم ما تردد عن ان انسحاب المرشحين الستة سيفقد الانتخابات معناها وسيعمق من الازمة التي تشهدها الجزائر منذ 1992. وقتل اكثر من 70 الف شخص في اعمال عنف منذ 1992 عندما الغت السلطات انتخابات عامة كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ تحقق تقدماً كبيراً فيها.