تمسك الرئيس ياسر عرفات بتاريخ 4 ايار مايو المقبل موعداً لاعلان الدولة الفلسطينية، عملاً بالاتفاقات الموقعة التي تملك صفة دولية. وقال ان اي سلوك مغاير هو تصرف من جانب واحد. وكشف عرفات لپ"الحياة" ان الجانب الفلسطيني لم يتلق اي طلب رسمي من اي جهة في شأن ارجاء اعلان الدولة. واضاف انه في حال تلقي مثل هذا الطلب من الدول الراعية للاتفاقات الفلسطينية - الاسرائيلية فان الجواب عليه رهن بمشاورات تجريها القيادات الفلسطينية وتتخذ في نهايتها قراراً. واكد ان اي قرار لا يمكن الا ان يربط اعلان الدولة بموعد محدد باعتبار ذلك فعلاً تمارسه السلطة الوطنية وترفض بالتالي اي حق لدولة الاحتلال في ممارسة "الفيتو". ولاحظ بعد محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان "الموقف البريطاني ايجابي"، مشيراً الى ان اللقاء "الحار والدافئ والمثمر" مع بلير كان "للتشاور وليس كي يبلغونا قرارهم" في شأن الدولة. وابلغ الرئيس الفلسطيني "الحياة" في لقاء خاص ليل الخميس - الجمعة في الفندق الذي اقام فيه في لندن، بحضور كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث ومستشاره السياسي نبيل ابو ردينة والمفوض الفلسطيني لدى المملكة المتحدة السيد عفيف صافية، انه لم يتلق اي طلب رسمي من اي جهة لتأجيل اعلان الدولة، مشيراً الى ان ما طرح حتى الآن مجرد "افكار". ولم يستبعد عرفات ان يتلقى طلباً رسمياً بالتأجيل بعد اجتماع الاتحاد الاوروبي المقبل في شتوتغارت او بعد زيارته لواشنطن أو بعد الزيارة التي يقوم بها امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس ابو مازن لموسكو. وأعلن عرفات ان اجتماعات للقيادة الفلسطينية، وللمجلس التشريعي والمجلس المركزي والمجلس الوطني واللجنة التنفيذية ومجلس الوزراء ستعقد للبحث في هذا الموضوع "كي لا يكون القرار الفلسطيني فردياً". وأضاف انه بعد هذه المشاورات مع كل مستويات القيادة الفلسطينية "سيعلن الجانب الفلسطيني موقفه من التأجيل سواء في وجود طلب رسمي بالتأجيل او عدم وجوده". واعتبر ان موعد الرابع من ايار ناجم عن اتفاق اقرته دول، مشيراً الى ان وفوداً رسمية فلسطينية تقوم بجولات حول العالم للتشاور في شأن اعلان الدولة. وذكر ان عريقات اقترح عليه تأجيل موعد الزيارة لواشنطن الى 12 نيسان ابريل المقبل، "لكنني غلبت رأيي على رأيه، وفضلت ان يكون اللقاء مبكراً كي نفهم الموقف الاميركي ونتشاور مع الرئىس بيل كلينتون خصوصا ان موقفه مهم". الى ذلك قال شعث ان الجانب الفلسطيني حقق مكاسب مهمة خلال اتصالاته مع الاوروبيين ونجح في الغاء مفاهيم مغلوطة. وتابع: "لم يعد مطروحاً الآن في اي دولة اوروبية انه لا يجوز للفلسطينيين اعلان دولة من جانب واحد، وبعد مناقشات دامت 3 اشهر، فهم الاوروبيون ان اعلان الدولة قرار استقلالي عن الاحتلال ولا يخضع لفيتو الاحتلال". وأضاف ان الاوروبيين فهموا ايضا انه "في حال قبل الفلسطينيون التأجيل فانه لن يكون الى ما لا نهاية". وكان عرفات صرح في ختام لقائه مع بلير والذي استمر ساعة في داوننغ ستريت مساء اول من امس، بأن السلطة الفلسطينية "تجري مشاورات مكثفة على مستوى القيادات وكذلك مع اصدقائنا ومحاورينا في الساحة الدولية" في شأن اعلان الدولة، مشدداً على ان هذا الموعد "مقدس واتفق عليه في اوسلو وواي ريفر". ووصف الموقف الاوروبي بأنه "متقدم على الجبهات كافة"، لافتاً الى انه موقف واضح اُعلن في قمة كارديف الاوروبية العام الماضي التي اكدت حق الفلسطينيين في تقرير المصير من دون استبعاد الدولة. وعن التوتر في رفح قطاع غزة بعد مقتل فلسطينيين خلال احتجاجات على حكم بالاعدام اصدرته محكمة امن الدولة في حق رائد العطار، المتهم الرئيسي بقتل ضابط الشرطة رفعت جودة، قال عرفات ان "مجموعة ارهابية قتلت ضابط شرطة وطفلتين قبل 3 اسابيع، كانت تحضر لعملية ارهابية، واعتُقِلت وقدمت الى المحكمة ودينت"، مشيراً الى ان "ثمة محاولات من اتباعها للتحريض على الشغب"، لكن "الوضع مسيطر عليه". وأكد ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية ان بلير أبلغ عرفات سعيه الجدي للعمل على احراز تقدم في عملية السلام في المنطقة، وعلى تقديم المزيد من الدعم الاقتصادي للسلطة على مدى الاعوام الثلاثة المقبلة. وذكر ان بلير لم يحدد قيمة المساعدة لكنه تحدث عن "ملايين الجنيهات"، وحض عرفات على ضرورة "ان ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم في اتفاق واي". وعاد عرفات الى غزة امس بعد زيارة خاطفة لهولندا، التي اعرب وزير خارجيتها جوزياس فان ارستين عن امله بأن "ينتظر الفلسطينيون الى ان تمر الانتخابات العامة في اسرائيل" قبل ان يتخذوا قرار اعلان الدولة.