تنجز "مجموعة المقاولون العرب المصرية" وشركات مغربية بناء مطار دولي في مدينة الناضور المغربية، غير بعيد عن الحدود الجزائرية. وتقدر كلفة المشروع بنحو 60 الى 70 مليون دولار وهو ثاني تعاون مغربي - مصري من نوعه في مجال المطارات، بعد مطار غزة في الأراضي الفلسطينية. ويندرج التعاون بين المجموعة المصرية و"مكتب مطارات المغرب" ضمن تطبيق اتفاقات المنطقة التجارية وتطوير المبادلات والخبرات الموقعة بين البلدين في القاهرة الربيع الماضي، في حضور الملك الحسن الثاني والرئيس حسني مبارك. وحسب المصادر تعتبر المجموعة المصرية شريكاً أساسياً في بناء مطار الناضور. وتبلغ قيمة الأعمال التي تنجزها نحو 24 مليون دولار تشمل، في صورة خاصة، التجهيزات وبرج المراقبة ومدرجات المطار. وكانت "شركة المقاولون العرب" فازت بالمناقصة بعد تحالفها مع "شركة الأشغال الكبرى المغربية" في حين تم خفض النفقات من 40 مليون الى 24 مليون دولار. وسيتم تمويل بناء المطار من خلال بيع قطع أرض تقع في جوار المطار القديم الذي سيحول الى مدينة سكانية بسعة 100 ألف نسمة على أن يوجه الى الجالية المحلية في الخارج، ولا سيما في هولندا والمانيا واسبانيا وفرنسا. وقال مدير عام مطارات المغرب السيد محمد البياز، المشرف على المشروع، ان كلفة تشييد المطار سيتم تحصيلها من بيع أراض في منطقة مطار المدينة القديم. وان هذه المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء لهذه الصيغة لتمويل بناء المطارات دون مساهمة مباشرة من موازنة الدولة. ومن المنتظر ان يلعب مطار الناضور دوراً في تنمية المدينة وربطها بالخارج. وتقول مصادر تقنية انه سيكون باستطاعة المطار استقبال الطائرات الضخمة من نوع "بوينغ 747" و"ايرباص"، وسيتم ربطه بمدن أوروبية وأماكن انتشار الجالية المهاجرة التي يعود أفرادها بأصولهم الى المدينة. على أن يكون في وسع المطار استقبال نحو 600 ألف مسافر سنوياً ابتداء من عام 2001. وقال وزير النقل المغربي مصطفى المنصوري الذي ينحدر من المنطقة، ان مطار مدينة الناضور الدولي سيفتح أمامها امكانات واسعة للاندماج في التجارة والمواصلات الدولية بفضل التجهيزات التقنية وشبكة الطرق التي ستربط المطار بمختلف مناطق اقاليم شرق المغرب القريبة من الحدود الجزائرية. كما يؤمن بناء المطار الآلاف من فرص العمل في المنطقة، ويعزز حظوظ الشركات الصغرى والمتوسطة للاستفادة من عقود الأشغال ما يزيد في النشاط الاقتصادي والانتاجي للناضور التي تضم كذلك ميناء دولياً وبها أكبر معامل انتاج الألياف الفولاذية. وتضم الناضور جالية مهاجرة تقدر بنحو 250 ألف شخص وتعتبر من المدن النشيطة على صعيد العمران والتجارة على رغم وجودها في منطقة جبال الريف الوعرة الاختراق.