يبدأ الملك محمد السادس اليوم جولة على عدد مناطق المغرب تستمر نحو عشرة أيام، يتفقد خلالها مشاريع اقتصادية واستثمارية واجتماعية قائمة ويعلن انطلاق العمل في مشاريع جديدة قيمتها عشرات بلايين الدراهم، في أول جولة من نوعها منذ اعتلائه العرش. وستحظى منطقة الشمال المطلة على البحر الأبيض المتوسط بقسط وافر واهتمام خاص من العاهل المغربي، اذ تشمل الزيارة سبع مدن تقدر قيمة الاستثمارات المقررة فيها ببلايين عدة من الدولارات، تنجزها أو تتنافس عليها شركات فرنسية وأميركية واسبانية ومصرية وبرتغالية والمانية وايطالية ويابانية. وتشمل مرافئ وطرق ومركبات حرارية ومشاريع سياحية ورياضية ومطارات دولية وبنيات تحتية ومؤسسات تعليمية، فضلاً عن برامج تفويض ادارة خدمات الماء والكهرباء والمناطق الصناعية والتنمية الريفية والاسكان وغيرها. وقالت مصادر مغربية ل"الحياة": "ان المشاريع المزمع تنفيذها تهدف الى فك العزلة عن المناطق الشمالية وايجاد مشاريع اقتصادية واجتماعية ذات طبيعة اندماجية والارتقاء بالمستوى المعيشي للسكان المحليين، وتهيئة ادماج المنطقة لاحقاً في مشروع بناء المغرب العربي الكبير". وأضافت المصادر انه من المنتظر أن يعلن الملك انطلاق الاشغال في بناء ميناء الأطلسي التجاري جنوبطنجة وهو الأكبر من نوعه في شمال غربي افريقيا، وهو مشروع قيمته نحو 400 مليون دولار وتتولى تنفيذه مجموعة "بويغ" الفرنسية التي تنافست بحدة على الصفقة مع "بكتل" الأميركية. وسيكون الميناء جاهزاً للعمل سنة 2003. كما ينتظر أن يتفقد الملك مشاريع استثمارية في المنطقة الشمالية، تشمل مشروع الطريق الساحلي على البحر المتوسط الذي يمتد من المحيط الأطلسي الى الحدود الجزائرية، على امتداد 500 كلم ويخترق جبال الريف الوعرة. وكانت اسبانيا ساهمت في تمويل دراسته التقنية وستساهم في تمويله بعض صناديق التنمية العربية. ويتفقد الملك الطريق بين العرائشوطنجة وتطوان الذي يربط المنطقة بشبكة كبيرة من الطرق السريعة في اتجاه الدار البيضاء وفاس ومراكش عبر الرباط، وهو مشروع تساهم فيه بعض الصناديق العربية. كما سيتفقد مشروع تاهدرات الكهربائي في طنجة الذي تتنافس عليه 16 شركة دولية، وتقدر كلفته بنحو 500 مليون دولار، وسيستخدم الغاز من أنبوب الغاز المغاربي الذي يمر عبر طنجة في اتجاه أوروبا، لتوفير نحو 400 ميغاوات سنوياً لتلبية الحاجات المحلية في المنطقة. كما ينتظر أن يشرف الملك على مشاريع اجتماعية واقتصادية عدة في المنطقة التي تشكل بوابة المغرب على القارة الأوروبية. وفي مدينة الناظور ينتظر أن يتفقد الملك تقدم الاشغال في مطار العروي الدولي الذي تنجزه "مجموعة المقاولين العرب" المصرية وكلفته نحو 40 مليون دولار. وكان المطار دخل الخدمة، على رغم عدم استكمال البنايات، في الصيف الماضي لاستقبال المهاجرين المقيمين في أوروبا.