استولى مستوطنون على تلة جديدة قرب بلدة سعير شمال مدينة الخليل، فيما أعلن المسؤول عن البناء في "مجلس المستوطنات اليهودية - يشع" امنون روزنبرغ انه شرع بوضع بيوت متنقلة كرافانات وشق طرق استيطانية في 25 موقعاً في منطقة نابلس في الضفة الغربية. وتأتي الخطوة الاستيطانية الجديدة غداة الانتقادات التي وجهتها واشنطن على لساني وزيرة خارجيتها مادلين اولبرايت ومساعدها مارتين انديك لحكومة بنيامين نتانياهو في هذا الخصوص. ويعود "القلق" الاميركي من السياسة الاستيطانية للحكومة الاسرائيلية والذي عبر عنه انديك خلال لقائه نتانياهو، الى الزيادة الحقيقية في مساحة المستوطنات في عهد حكومة "ليكود" التي اعتمدت سياسة "غض النظر" ان لم يكن اصدار تصاريح للمستوطنين بالاستيلاء على مزيد من الأرض الفلسطينية بشتى الطرق والأساليب. وأوضحت صحيفة "هآرتس" ان مجلس "يشع" عمل خلال الأشهر ال18 الماضية، وهي عمر حكومة نتانياهو، على توسيع ما يسمى "نفوذ حدود" عشرات المستوطنات من دون الحاجة الى بناء المزيد من الوحدات السكنية. وأضافت ان القائمين على مجلس "يشع" وهم من زعماء المستوطنين المتطرفين باتوا على قناعة بأن وجود 150 - 200 ألف مستوطن في الضفة لن يمنع من تسليم الفلسطينيين الآلاف من الدونمات في اطار اتفاق واي ريفر أو غيره وان الجغرافيا حلت محل "الديموغرافيا" في استراتيجيتهم، أي السيطرة المتعددة الأوجه على الأرض التي يعبر عنها الاستيلاء على الأراضي والمياه والشوارع والمنشآت العسكرية والمدنية. وتبرز مستوطنة ايتمار المقامة في منطقة نابلس مثالاً حياً للاستراتيجية الاستيطانية حيث يعيش مئات من المستوطنين في بيوت تتناثر على مساحة بطول سبعة كيلومترات. وأقام المستوطنون في الأشهر القليلة الماضية مجمعاً ثقافياً تعليمياً على التلة المقابلة للتلة الأولى التي بنيت فوقها مستوطنة ايتمار الأولى قبل 15 سنة. وعلى تلة أخرى تسمى "851" وضع كرفان مع لافتة كتب عليها: "مقصف" تحيط به أكواخ خشبية. واقيمت على تلة رابعة مزرعة مساحتها 200 دونم تسكن فيها عائلة واحدة، واستولت على تلة خامسة مجموعة من المستوطنين قبل شهر ولم يتم اخلاؤها بعد مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. والمساحة الفاصلة بين التلال المستوطنات التي فرختها المستوطنة الأولى، في رأي المستوطنين، تشكل "نفوذ حدود مستوطنة ايتمار الكبرى". ويكرر مشهد "التفريخ" هذا نفسه في العديد من المستوطنات التي استجاب المستوطنون القائمون فيها لنداءات وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون بپ"احتلال التلال" فور التوقيع على اتفاق واي ريفر. ويضع مجلس المستوطنات اعلانات في نشرات توزع في الكنس ايام السبت تقترح تقديم "مساعدة مهنية لمبادرين يقيمون مزارع" في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتوفير دافع اقتصادي الى جانب الايديولوجي. وكشفت مصادر اسرائيلية المساعدات التي يقدمها مساعد وزير التجارة والصناعة موشيه مرحابيا للمستوطنات لإقامة مناطق صناعية على مساحات واسعة من الأراضي، كتلك التي "دشنها" نتانياهو شخصياً قبل اسبوعين في منطقة رام الله قرب مستوطنة بيت ايل. والخطوة التالية التي تتبع عمليات نثر "الكرفانات" على التلال المجاورة للمستوطنات القائمة، تأتي في نشاطات "دوريات الحراسة" التابعة لمجلس المستوطنات التي وسعت محيط عملها ليشمل محيط التلال الجديدة التي ضمتها بنفسها الى حدود المستوطنات من دون جلبة، اذ انضمت قوات الجيش الاسرائيلي لعمليات الحراسة وأقامت نقاط دائمة في المحاور الجديدة. ويعتبر المستوطنون الفترة الزمنية التي بقيت قبل الانتخابات المقبلة في اسرائيل فرصة نادرة يجب استغلال كل لحظة فيها على أكمل وجه للوصول الى الهدف.