رحبت رابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة بقرارات وزراء خارجية الدول الإسلامية في اجتماعاتهم التي عقدت في جنيف في الثامن من نيسان ابريل الجاري الخاصة بأزمة كوسوفو وعمليات التطهير الديني، والقتل والتعذيب الجماعي، وإيجاد استراتيجية وموقف إسلامي موحد. في الوقت نفسه أصدر علماء في الأزهر بياناً طالبوا فيه بتشكيل جيش إسلامي للدفاع عن مسلمي كوسوفو. وأكد الامين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله العبيد ان امام "المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والسياسية مسؤولية كبرى إزاء التصفيات الدموية العرقية والدينية التي ينفذها المجرمون الصرب في اقلية كوسوفو". وطالب المجتمع الدولي بالعمل على الحيلولة دون اخراج سكان الاقليم من ديارهم "ولا يجعل المبادرات الطيبة لايوائهم من قبل دول مختلفة ارضية يستغلها النظام الصربي لافراغ الاقليم من سكانه المسلمين وحرمانهم من العودة الى موطنهم لأن ذلك سيكون انتصاراً للعنصرية والضيم والجور". ونبه العبيد الى ضرورة تجنيد كل الإمكانيات لئلا يؤول مصير سكان كوسوفو المسلمين الى الهجرة القصرية والتشرد. ورحب بالقرارات التي توصلت اليها لجنة الاتصال الإسلامية في المجال الانساني والسياسي، مؤكداً على اهميتها ودعا الدول الاسلامية المتمثلة في منظمة المؤتمر الاسلامي الى تبني هذه القرارات وتأييدها والعمل "على تشكيل لجنة لتنسيق المساعدات الانسانية العاجلة لمسلمي كوسوفو ولاجئيهم"، وقال العبيد ان رابطة العالم الاسلامي التي تتمثل فيها الشعوب والاقليات والمنظمات الاسلامية في العالم، ترحب بدعوة لجنة الاتصال الاسلامية الى المشاركة الاسلامية في عمليات حفظ السلام بعد وقف النار. الأزهر وفي القاهرة طالب علماء في الأزهر الدول العربية والاسلامية بتشكيل جيش إسلامي للدفاع عن المسلمين في كوسوفو، وانتقدوا "التخاذل في مواجهة الطغاة"، وحذروا من "مصير غامض مخيف ينتظر بقية المسلمين في مقدونيا والجبل الأسود و صربيا على يد السفاح ميلوشيفيتش". ووقع 20 من علماء الازهر بياناً أمس أكدوا فيه "أن التخاذل في الماضي صنع هتلر والتخاذل في الحاضر صنع نتانياهو وميلوشيفيتش". وجاء في البيان: "من غير المعهود أن توضع على حركة ردع المعتدي قيود. وأن توضع لمحاولة انقاذ شعب من الإبادة حدود، ومن المنطقي أن من يخطط لهدف يكون مستعداً لكل ما يستوجبه تحقيق هدفه من بدائل". وتساءل البيان: "أين المسلمين ؟ مما يحدث لإخوانهم في كوسوفو وينتظر إخوانهم في البلقان؟ وهل سيظل دورهم محصوراً في تقديم المساعدات الانسانية مكتفين بالشجب والاستنكار؟ وهل امتدت هزيمتهم أمام المجرم الصهيوني لينهزموا أمام السفاح الصربي؟" .... غزة وفي غزة هتف عشرات الفلسطينيين "الموت لأميركا" اثناء تظاهرة ضد ميلوشيفيتش. ورفع المتظاهرون وهم من مؤيدي حركة الجهاد الاسلامي المتشددة لافتات تصف ميلوشيفيتش بالجبن بسبب الهجوم الصربي على المسلمين الالبان في كوسوفو. وانتقد المتظاهرون أيضاً الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي وشككوا في دوافع غارات التحالف الغربي على يوغوسلافيا. وداس المتظاهرون على أعلام الولاياتالمتحدة واسرائيل والحلف الأطلسي ويوغوسلافيا ثم احرقوها خارج مكتب الأممالمتحدة في غزة. العراق أما في بغداد فدعت صحيفة "الثورة" أمس يوغوسلافيا الى الصمود في وجه القصف الاطلسي "لتلقين المعتدين الاميركان درساً جديداً"، ودان المجلس الوطني العراقي "العدوان الاثم الذي ترتكبه الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي ضد يوغوسلافيا". وذكرت "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم "ان المنتظر من يوغوسلافيا قيادة وشعبا، هو الصمود والثبات لتلقين المعتدين الاميركان درساً جديداً، سيكون له مغزى تاريخياً كبيراً يعري حقيقة هذا الاميركي المتعملق المتعجرف". السودان وفي الخرطوم اعتبر مستشار الرئيس السوداني للشؤون الدينية احمد علي الامام ان الضربات الاطلسية ضد يوغوسلافيا "مؤامرة" ضد مسلمي كوسوفو. وقال الامام خلال اجتماع نظمته امس السبت "جمعية الزبير الخيرية" التي تقوم بجمع مساعدات لمسلمي كوسوفو ان "الضربات الاطلسية مؤامرة تستهدف قتل المسلمين وارغامهم على النزوح واعتناق المسيحية في الدول المجاورة".