أبرز ردود الفعل على مشروع موازنة العام 1999 التي أقرّها مجلس الوزراء اللبناني مساء الأربعاء الماضي وأحالها على المجلس النيابي لمناقشتها، كان موقف الإتحاد العمالي العام الرافض للرسوم والضرائب التي تضمنتها. اذ دعا الى تظاهرتين احتجاجيتين سلميتين، الأولى بعد ظهر الأربعاء 21 نيسان ابريل الجاري امام مقر مجلس الوزراء في المتحف وأثناء اجتماع المجلس، والثانية امام مقر المجلس النيابي عند بدئه مناقشة مشروع الموازنة والتي لم يحدد تاريخها بعد راجع ص2. وإذ انحسرت المواقف المعارضة لمشروع الموازنة او المعترضة عليه، بفعل اتصالات التهدئة بين الحكومة والمعارضة، من جانب القيادة السورية، فإن أبرز المواقف المؤيدة لمشروع الموازنة نقل عن البطريرك الماروني نصرالله صفير الذي نسب زواره اليه قوله انها "جيدة وعادلة". وكانت اجواء التهدئة انعكست اعلامياً بعد المحادثات التي اجراها رئيس المجلس النيابي نبيه بري نهاية الأسبوع الماضي ومطلع هذا الأسبوع، ورئىس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط الإثنين والثلثاء الماضيين، ثم رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري اول من امس وأمس في دمشق مع كبار المسؤولين السوريين. وإذ كان بري دعا الى التهدئة وطرح المعارضة مواقفها داخل المجلس النيابي، فإن جنبلاط لزم الصمت، واستبق الحريري انتقاله الى دمشق من السعودية، بتعليمات الى معاونيه وتلفزيون "المستقبل" تدعو الى التهدئة. وقالت مصادر نيابية ل"الحياة" ان جهود التهدئة ستتواصل من كبار المسؤولين السوريين، الى جانب التحرك الذي سيتولاه بري، من اجل ترجمتها عملياً، الى لقاءات وحوارات، وأن هذه الجهود لم تقتصر على الحريري وجنبلاط بل شملت ايضاً اتصالات اجرتها دمشق برئيس الجمهورية إميل لحود.