يعتزم القائمون على مشروع تطوير المكتبات العامة في بريطانيا، تصنيف الكتب الكلاسيكية والشهيرة بأسلوب جديد، ضمن خطة لتطوير خدماتها للقرّاء، الذين يجهلون مضمون الأعمال الأدبية. رحّب بعض المؤلفين بالخطة، إلا أن البعض الآخر مثل الروائية فاي ويلدون، أبدوا سخريتهم من المشروع الذي وصفوه "بالمضحك"، إذ ستكون النتيجة، أن القرّاء لن يتوقعوا أي مفاجأة اثناء قراءاتهم. وقد بدأت ثلاث وثلاثون مكتبة في إنكلترا، تنفيذ المشروع، الذي يفترض ان ينجز في مرحلته الأولى ألف كتاب. وسيتم تقويم تأثير التجربة في المستقبل، فإن ثبت جدواها، فهناك خمسة آلاف كتاب بانتظار ان يشملها المشروع. ويعطي أحد مسؤولي مكتبة بيرمنجهام مثالاً على التصنيف الجديد من خلال رواية توماس هاردي "تيس": "في التفاؤل" حصلت على نقطتين من عشر، "السعادة والطرافة" نقطتين، "العنف" سبعاً و"العواطف" عشراً. ويدافع المسؤول عن المشروع بقوله، إن بعض المترددين على المكتبة لا يعرفون ما الذي يختارون للقراءة تماماً، خصوصاً خارج نطاق الرواية الإنكليزية. وسيقوم التصنيف الجديد بترشيح الأعمال الأدبية للقارئ، وسيتم التركيز على أعمال الكتّاب السود والكتابات التجريبية، والأعمال المترجمة. "كتب من هذا النوع تجد نفسها عادة في رواية مغبّرة على رفوف المكتبة، بسبب عزوف الناس عن قراءتها، لسبب بسيط أنهم يجهلون محتواها". يعلق المسؤول من موقع تجربته الطويلة. وقد تكفلت جمعية مسؤولي المكتبات العامة في بريطانيا، باختيار العاملين الذين سيتلقون دورة تدريبية قصيرة في مجال الأدب، وسيقرأ كل واحد منهم كتابين في الشهر، خلال فترة السنوات الثلاث للتدريب. وتقول مديرة الجمعية راشيل فان رايل أن القرّاء بعد التصنيف الجديد، سيقررون استعارة الكتاب او عدمها وفقاً لرغباتهم في القراءة. فقد يرفضون الأعمال التي تحتوي على نسبة عالية من مشاهد الجنس او العنف، او قد يقبلون عليها. لكن الكاتبة ويلدون، تعبّر عن استيائها من الفكرة، متسائلة: "لماذا علينا أن نثق بتقييمات فردية؟.. ألا يمكن ان يخضع الأمر لذائقة شديدة الخصوصية، وماذا لو كان المقيّم شخصاً لم يخض تجربة عاطفية مثلاً، هل بإمكانه وصف الرواية بالعاطفية أم بالإجتماعية؟". غير أن الكاتب سيلف ويل يقول "ان التصنيف الجديد سيزعج الكتّاب النخبويين فقط: كتبي ستحصل على صفر في مجال التفاؤل، وهذا أمر لا يهمني فأنا كاتب متشائم، وأعرف أن آلاف القراء متشائمون مثلي". وتردّ عليه روائية اخرى مناهضة للمشروع، هي جيلي كوبر المشهورة بارتفاع مبيعات كتبها، بقولها ان مضمون المشروع سخيف، فالقراء سيقرأون رواية مثل "ترانسبوتنغ" لإيرفين ويليش، فقط لأنهم يرغبون بأعمال تحتوي على العنف، لا بسبب أهميتها الأدبية. إن الأمور نسبية، حتى في فهم ماهية العنف، تقول كوبر. من ناحيتها، تقول ليزا جورداين، استاذة ادب النهضة ان العاملين في المكتبات لهم تصنيفاتهم للكتب على اي حال، سواء صنفوا الكتب بحسب الحجم ام بالأحرف الأبجدية، فما الذي يزعج الآن مع التصنيف الجديد؟ وتختتم مديرة الجمعية فان رايل الجدل الدائر، بتأكيدها على ان مهمات المشروع الترويج لأعمال أقل شهرة من غيرها، بين اكبر عدد ممكن من القرّاء. وإذ أدى العاملون في المكتبات، دائماً، دور المرشد لمحبي القراءة، فإنهم سيدعمون الآن هذا الدور بجعل القراءة اكثر جاذبية، وتؤكد بثقة، "ان قراء جدداً، سيجازفون بالتعرف على مؤلفين جدد".