شهدت صناعة النفط والغاز في قطر في الاعوام القليلة الماضية تطورات نوعية، خصوصاً بعدما دخلت الدوحة نادي مصدري الغاز، وأدى ذلك الى تعزيز مكانتها وساهم في انجاح مساعيها المستمرة لتنويع مصادر الدخل. وتشرف "المؤسسة العامة القطرية للبترول" التي يرأس مجلس ادارتها وزير الطاقة والصناعة والكهرباء والماء السيد عبدالله العطية على مختلف مراحل صناعة النفط والغاز وفقاً لمرسوم انشائها الصادر عام 1974. ويبلغ رأس مال المؤسسة 37.1 بليون دولار. وكانت قطر عرضت في 31 كانون الاول ديسمبر 1949 تصدير اول شحنة من النفط الخام عبر ميناء مسيعيد في مدينة مسيعيد الصناعية على بعد حوالى 40 كيلومتراً جنوبالدوحة. وشهدت هذه المدينة عمليات تطوير منذ الستينات، وهي تضم حالياً صناعات استراتيجية عدة. شركات "مؤسسة البترول" وتتبع "المؤسسة العامة القطرية للبترول" شركات عدة هي "شركة البترول الوطنية للتوزيع" نودكو بملكية تبلغ 100 في المئة، و"شركة قطر لوقود الطائرات" 60 في المئة و"شركة قطر للاسمدة الكيماوية" قافكو 75 في المئة و"شركة قطر للبتروكيماويات" قابكو 80 في المئة و"شركة قطر للغاز المسيل المحدودة" قطر غاز 65 في المئة و"شركة راس لفان للغاز الطبيعي المسيل المحدودة" رأس غاز 5.66 في المئة و"شركة قطر للاضافات البترولية المحدودة" كفاك 50 في المئة. وتملك المؤسسة استثمارات اخرى تتمثل في "الشركة العربية لبناء واصلاح السفن" اسرى في البحرين 8.18 في المئة و"الشركة القطرية للنقل البحري" 15 في المئة و"الشركة العربية البحرية لنقل البترول" الكويت 8.14 في المئة و"الشركة العربية للاستثمارات البترولية" ابيكورب - السعودية 10 في المئة و"الشركة العربية للخدمات البترولية" ليبيا 10 في المئة و"شركة الكهرباء والماء القطرية" 10 في المئة و"الشركة العربية لانابيب البترول سوميد - مصر 5 في المئة. وتتم عمليات المؤسسة وانشطتها في مواقع كثيرة بينها الدوحة ودخان ومسيعيد ومدينة راس لفان الصناعية، الى جانب المناطق البحرية وبينها جزيرة حالول، اضافة الى محطات الانتاج ومنصات الحفر من آبار النفط البحرية وحقل غاز الشمال. وتتركز الاصول المنتجة الرئيسية للمؤسسة في حقل "دخان" البري وحقلي "ميدان محزم" و"بو الحنين" البحريين، وحقل غاز الشمال داخل المياه الاقليمية القطرية. وتقدر الاحتياطات المتوقعة من النفط في حقل "دخان" بما يزيد على بليوني برميل في حين تقدر احتياطات المكثفات بنحو 215 مليون برميل. اما الاحتياطات المتوقعة من الغاز في هذا الحقل فتزيد على ثمانية تريليونات قدم مكعبة، ويضم هذا الحقل 200 بئر نفطية منتجة حالياً. وستؤدي العمليات الجارية حالياً لتطوير منشآت دخان الى زيادة منشآت معالجة السوائل لتصل الى 335 مليون برميل من النفط، و800 مليون برميل يومياً من السوائل ونحو 330 مليون قدم مكعبة من الغاز. اضافة الى الخام سيتعزز انتاج المكثفات بعدما تم اخيراً افتتاح "مشروع عرب د" لتدوير الغاز الذي سيعمل على انتاج نحو 800 مليون قدم مكعبة من الغاز الرطب يومياً، وفصل نحو 40 الف برميل من المكثفات و750 طناً مترياً من سوائل الغاز الطبيعي يومياً. وتم حفر 21 بئراً منتجة و13 اخرى للضخ من اجل المشروع. وتقدر المكثفات المستخلصة على مدى الاعوام الثلاثين من عمر المشروع بنحو 190 مليون برميل. ويقدر المسؤولون القطريون احتياطات الخام البحري والمكثفات لدى مؤسسة البترول بنحو 758 مليون برميل و189 مليون برميل على التوالي، فيما تزيد احتياطات الغاز المصاحب من الحقول البحرية على 2.5 تريليون قدم مكعبة. يذكر ان لقطر خامات عالية الجودة وغازاً مصاحباً في حقلي "ميدان محزم" و"بو الحنين" البحريين. ويتم ضخ النفط الخام المنتج من الحقول البحرية الى جزيرة حالول للتخزين والتصدير. ثلاثة مصانع وتمتلك قطر ثلاثة مصانع لسوائل الغاز الطبيعي في مسيعيد، وتبلغ احتياطات حقل غاز الشمال القابلة للاستخلاص نحو 380 تريليون قدم مكعبة، ويتجاوز اجمالي الغاز فيه 500 تريليون قدم مكعبة ويعد اكبر مكمن منفرد للغاز غير المصاحب في العالم. وكان هذا الحقل اكتشف عام 1971 في المناطق البحرية في شكل رئيسي، الى الشمال الشرقي من شبه جزيرة قطر، وتبلغ مساحته نحو 6000 كلم مربع. وبدخول قطر عصر تصدير الغاز وتوفر هذا المورد الطبيعي المهم والحيوي، اصبح للاقتصاد القطري مورد جديد اضاف الكثير الى مسيرة التطور الاقتصادي، وعزز خطى الدوحة نحو تحقيق انجازات اقتصادية جديدة في الحاضر والمستقبل. وتركز القيادة القطرية برئاسة امير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على استثمار هذه الثروة المهمة والضخمة دعماً لخطط البناء الاقتصادي والاجتماعي وغيرها. مدينة راس لفان وفي هذا الاطار، تم انشاء مدينة راس لفان الصناعية، وهي اول مدينة لانتاج الطاقة وتضم ميناء حديثاً وتقع على بعد نحو 80 كيلومتراً الى الشمال من الدوحة، وتم اختيارها في هذا الموقع لقربها من حقل الشمال ووقوعها في منتصف ساحل الخليج العربي، ما جعلها قريبة من الخطوط الملاحية البحرية الدولية. وكان 23 كانون الاول ديسمبر عام 1996 يوماً تاريخياً في قطر، اذ تم في ذلك اليوم تصدير اول شحنة من الغاز الطبيعي المسيل من ميناء راس لفان الى شركة كهرباء "تشوبو" اليابانية. وتبلغ الطاقة التصديرية لميناء راس لفان نحو 30 مليون طن متري سنوياً، وهو يغطي مساحة 5.8 كيلومتر مربع ويصفه القطريون والمهتمون بشؤون الغاز بأنه "واحد من اكبر مرافق تصدير الغاز الطبيعي المسيل في العالم". وبالنسبة الى مبيعات الغاز القطري وقعت الدوحة اتفاق بيع وشراء مع شركة "تشوبو" اليابانية في ايار مايو 1992 لبيع اربعة ملايين طن متري من الغاز المسيل سنوياً، وبدأت الشحنات وفقاً للاتفاقية في كانون الثاني يناير 1997 وتستمر 25 سنة. كما وقعت الشركة اتفاقاً ثانياً مع "راينا غاز اس ايه" الاسبانية عام 1997 لبيع 450 الف طن متري من الغاز، وثالثاً مع شركة "بوتاس لانابيب البترول" التركية لبيع سبع شحنات تصل كميتها الى 400 الف طن متري من الغاز. "راس غاز" وتشكل "شركة راس لفان للغاز الطبيعي" راس غاز المشروع الثاني لانتاج الغاز. وتبلغ الطاقة الانتاجية الاولية للمشروع خمسة ملايين طن متري سنوياً من وحدتي انتاج اثنتين، وتم تصميم المصنع لانتاج نحو 43 الف برميل من المكثفات يومياً اضافة الى 300 طن متري من الكبريت يومياً. ويتكون هذا المشروع من مجمع الانتاج البحري في حقل غاز الشمال ومصنع الغاز الطبيعي المسيل في مدينة راس لفان الصناعية المجاور لشركة "قطر للغاز". وفي تشرين الاول اكتوبر 1995 وقعت شركة "راس غاز" ومؤسسة "كوغاز" الكورية الجنوبية اتفاق بيع وشراء 4.2 مليون طن متري من الغاز سنوياً. ووقعت الشركة اتفاقاً ثانياً عام 1997 مع "كوغاز" لزيادة الكمية الى 8.4 مليون طن متري لمدة 25 سنة. ومن المقرر ان تبدأ شحنات الغاز في منتصف تموز يوليو المقبل، وسيفتتح امير الدولة "مصنع راس غاز" قريباً. وعلمت "الحياة" ان المصنع سيستقبل في الفترة المقبلة قبل تشغيله رسمياً الغاز في عمليات تجريبية. ويمشدد مسؤولو النفط والغاز في قطر على ان "راس غاز" هو اول مشروع صناعي يتم الحصول على الاموال اللازمة لتمويله من خلال طرح سندات طويلة المدى تصل قيمتها الى 2.1 بليون دولار في السوق العالمية، وذلك في كانون الاول 1996. "مسيعيد" الصناعية تضم مدينة مسيعيد الصناعية مصفاة النفط نودكو ومجمع الاسمدة الكيماوية قافكو ومجمع البتروكيماويات قابكو و"شركة قطر لصناعة الحديد والصلب" قاسكو ومصانع اخرى لانتاج سوائل الغاز. وتتولى "نودكو"، وهي شركة مملوكة بالكامل لمؤسسة البترول، تشغيل مصفاة النفط في مسيعيد بطاقة انتاجية تصل الى 60 الف برميل يومياً، وتقرر توسعة المصفاة لزيادة طاقة التكرير الى 137 الف برميل يومياً. وتركز قطر في خططها الحالية على تنويع مصادر الدخل والاستخدام الامثل والفعال لمصادر الغاز الطبيعي الضخمة في حقل غاز الشمال، اضافة الى تطوير القاعدة الصناعية. وتأتي في مقدم المشاريع الجديدة "شركة قطر للفنيل" ومشروع اقامة مجمع جديد للبتروكيماويات.