شهد عام 1997 نشاطاً قطرياً مكثفاً في قطاع النفط والغاز، إذ بلغ اجمالي الاستثمارات "بضمان المشروع" فيه 20 مليون دولار، وهذه أول تجربة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. كما استمرت الخطط الهادفة لتطوير انتاج الطاقة النفطية ورفعها إلى مستوى 740 ألف برميل يومياً بحلول سنة 2000 من خلال دخول شركاء أجانب. وكان افتتاح أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 24 شباط فبراير 1997 ميناء رأس لفان ومصنع قطر للغاز في صدارة الأحداث الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها قطر. ويعد ميناء رأس لفان المنفذ الوحيد لتصدير الغاز القطري، كما تعتبر مدينة رأس لفان الصناعية المدينة الأولى في انتاج الطاقة في قطر. وكانت الدوحة قامت بتصدير الغاز إلى اليابان مطلع 1997 وبذلك دخلت نادي مصدري الغاز لما تحويه أراضيها من احتياطات غاز كبيرة. وفي هذا الإطار شهدت قطر مؤتمر الدوحة الثاني للغاز الذي انعقد تحت عنوان "غاز الشرق الأوسط... الآفاق والتحديات" في 17 آذار مارس الماضي بمشاركة نحو ألف خبير، وتم خلاله تقديم 44 ورقة عمل. وفي 3 أيار مايو 1997 وضع ولي العهد القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني في مدينة رأس لفان الصناعية حجر الأساس لمشروع "رأس غاز" الذي تبلغ كلفته 4،3 بليون دولار والذي تقرر له أن ينتج خمسة ملايين طن سنوياً في صورة مبدئية من خطي الانتاج. وستصدر الشحنة الأولى للانتاج من الغاز المسيل إلى كوريا الجنوبية في تموز يوليو 1999. وكانت "شركة رأس لفان للغاز المحدودة" رأس لفان وقعت مع شركة كوريا للغاز اتفاقاً في الأول من تموز 1997 تم بموجبه زيادة كمية الغاز القطري المصدرة إلى كوريا من 4،2 مليون طن سنوياً إلى 8،4 مليون طن اعتباراً من منتصف 1999 ولمدة 25 سنة. وكان انعقاد المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال افريقيا في الدوحة في 16 - 18 تشرين الثاني نوفمبر الماضي فرصة سانحة لتوقيع صفقات ببلايين الدولارات، إذ وقعت المؤسسة العامة القطرية للبترول و"شركة موبيل قطر" في اليوم الثاني لانعقاد المؤتمر اتفاقاً جديداً لانتاج بليون قدم مكعبة من الغاز يومياً وأكثر من 30 ألف برميل من المكثفات و15 ألف برميل من غاز البترول المسيل بكلفة تناهز بليون دولار. واطلق على هذا المشروع الجديد اسم "الاستغلال" المضاعف لمناطق تطوير حقل غاز الشمال وسيتم تنفيذ المشروع في 1999 على أن يبدأ الانتاج سنة 2002 بطاقة أولية قدرها 500 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً ترتفع تدريجياً إلى بليون قدم مكعبة يومياً في عام 2004. وقال مسؤولون قطريون إن هذا المشروع يأتي لمضاعفة استغلال مناطق تطوير حقل غاز الشمال الذي يعد أكبر حقل لانتاج الغاز المصاحب المنفرد في العالم. ومن أبرز الأحداث الاقتصادية في 1997 افتتاح أمير دولة قطر في 14 آذار مارس الماضي مشروعاً جديداً ل "شركة قطر للأسمدة الكيماوية" قافكو 3 ويعمل مصنعان قائمان هما "قافكو 1" و"قافكو 2". ويتكون المشروع الجديد، وكلفته 531 مليون دولار، من مصنع للأمونيا ومصنع لليوريا وخزان للأمونيا سعته 20 ألف طن ومخزن لليوريا بطاقة مقدارها 100 ألف طن ومحطة لانتاج الكهرباء ونظام لتبريد مياه البحر وميناء مستقل لتصدير اليوريا وغرفة تحكم مركزية. ووقعت "شركة قطر للاضافات النفطية" كفاك عقداً بقيمة 650 مليون دولار مع شركة "شيودا" اليابانية نهاية كانون الثاني يناير الماضي لبناء مصنع لانتاج الميثانول في منطقة "مسيعيد" جنوبقطر. وسيتم تنفيذ هذا المشروع في موعد أقصاه سنة 1999. وسينتج 825 ألف طن من الميثانول و610 أطنان سنوياً من ايثيل البوتيل. وقام ولي العهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني في 8 كانون الأول ديسمبر 1997 بوضع حجر الأساس لمصنع "كفاك"، وهو المشروع الذي سيتضمن لاحقاً انشاء وحدات المعالجة ومرافق الخدمات ورصيف للتصدير، ويؤمن فرصاً جديدة لتوظيف الشباب القطري في مجال الصناعة البتروكيماوية. وكان وزير الطاقة والصناعة القطري السيد عبدالله بن حمد العطية توقع ان يتم تصدير الشحنة الأولى من منتجات "كفاك" في أيلول سبتمبر من 1999. وبلغ عدد المصارف المشتركة في تمويل المشروع 29 مصرفاً دولياً. ومن أهم الاتفاقات التي وقعت خلال عام 1997 اتفاق وقعته "المؤسسة العامة القطرية للبترول" مع شركة "ميتانكس" الكندية لإنشاء مجمع ميثانول مشترك في منطقة رأس لفان الصناعية وذلك في 19 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتبلغ الطاقة الانتاجية للمشروع 3 ملايين طن سنوياً من مادة الميثانول التي يتوقع بدء انتاج الخط الأول منها في عام 2002، وتبلغ كلفة المشرع الاجمالية نحو بليون دولار أميركي. ووقعت "المؤسسة العامة القطرية للبترول" في 19 تشرين الثاني من 1997 كذلك اتفاقاً أولياً مع شركة "نورسك هيدرو" النرويجية لإنشاء مصهر الومنيوم مشترك في قطر بطاقة أولية تصل إلى 200 ألف طن في السنة وكلفة تناهز بليون دولار. وشهد 19 تشرين الثاني الماضي أيضاً أهم حدث اقتصادي نسائي تمثل في تأسيس أول شركة استثمارية للسيدات، وذلك برعاية الشيخة موزة المسند، حرم أمير دولة قطر. ويبلغ رأس مال الشركة التي اطلقوا عليها اسم "الشركة القطرية الاستثمارية للسيدات" مليون ريال، وتهدف لتلبية الحاجات الاقتصادية والاستثمارية للمجتمع النسائي في قطر وتعزيز الثقافة الاستثمارية بين النساء وترويج وتطوير جهود وقدرات سيدات المجتمع القطري وتشجيعهن على القيام بدور أكبر في التنمية الاقتصادية للدولة. إلى ذلك، شهد عام 1997 خطوات عملية لتطوير حقل "العد الشرقي الجنوبي النفطي"، إذ تم توقيع اتفاق مع شركة "اوكسيدنتال قطر للبترول" لتطوير الحقل بلغت قيمته 440 مليون دولار، على أن يتم بموجب التطوير رفع الانتاج إلى 50 ألف برميل يومياً في غضون بضع سنين. كما وقعت قطر اتفاقاً في 16 تموز 1997 مع 3 شركات يابانية هي "شركة البترول اليابانيةالمتحدة" و"شركة كوسمو للزيت" و"مؤسسة نيشو او اي"، وذلك لتطوير حقلي "الكركرة" و"التركيب 1" النفطيين الذي يتوقع بدء الانتاج فيهما بكميات تجارية في السنة 2000. أما في قطاع المصارف فكان افتتاح "بنك قطر للتنمية الصناعية من أبرز الأحداث في قطر عام 1997. وسيبلغ رأس المال المدفوع للمصرف مئة مليون ريال وسيكمل المبلغ الباقي، وهو مئة مليون ريال، حسب النظام الأساسي خلال ثلاث سنين. ولأن قطر تسعى لزيادة صادرات الغاز المسيّل، أعلن أميرها في 9 كانون الأول من 1997 أنه سيتم مطلع 1998 انشاء منطقة صناعية جديدة. وسيشهد العام الجديد مضاعفة جهود التخصيص في قطر، إذ يتوقع ان يتم تخصيص عدد من المؤسسات العامة في السنة الجديدة. أما أهم القرارات الاقتصادية التي ستصدر في قطر في السنة 1998 لتعزيز المناخ الاستثماري في البلاد، فتتمثل في السماح للمستثمر الأجنبي تملك نسبة 51 في المئة من أسهم الشركات المشتركة. ومثلما كان انشاء سوق الدوحة للأوراق المالية حدثاً اقتصادياً مهماً، يتوقع وفقاً للمصادر نفسها أن يكون لتشريع فتح سوق البورصة للأجانب والمقيمين المقرر إصداره أوائل سنة 1998 القدر نفسه من الأهمية في دعم الاستثمار في البلاد.