تفاوتت ردود الفعل الايطالية ازاء زيارة الرئيس الايراني السيد محمد خاتمي لروما اليوم بين الرفض والترحيب. وتعتبر زيارته الأولى لرئيس دولة ايراني لاحدى دول الاتحاد الأوروبي منذ الثورة الاسلامية في 1979. وسيلتقي نظيره الايطالي اوسكار لويجي سكالفارو في قصر الكوريناله ورئيس الوزراء ماسيمو داليما في قصر كيجي الحكومي. كما سيلتقي البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان بعد غد الخميس. وتأتي ردود الفعل السلبية على هذه الزيارة من الغالبية التي يقودها الائتلاف الحاكم، ومن المعارضة اليمينية "قطب الحرية" التي يقودها رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلوسكوني. واستطاعت المعارضة الايرانية في ايطاليا كسب تأييد عدد كبير من السياسيين والبرلمانيين الايطاليين الى جانبها في رفض الزيارة. ومن المقرر في هذا الاطار ان تنطلق تظاهرة كبيرة من الايرانيين ومناصريهم الايطاليين لتطوف شوارع المركز التاريخي للعاصمة اليوم احتجاجاً على النهج الذي تسير عليه حكومة خاتمي والذي وصف ب "الارهاب الديني". ونظم عضو البرلمان عن كتلة حزب "ايطاليا الى الأمام" ماركو تاراداش حملة جمع خلالها تواقيع 320 برلمانياً من جميع الأحزاب اليمنية واليسارية يرفض اصحابها هذه "الزيارة التي تمثل امتداداً لسياسة النظام الثوري الجامد المبني على الارهاب والعنف". وهدد البرلمانيون بالنزول الى الشارع للتظاهر احتجاجاً على هذه الزيارة. وقال عضو البرلمان تارداش ل "الحياة" "ان ايران لا زالت مستمرة في تصدير الارهاب والعنف، ولا يمكن قبول هذا النظام ووضعه في مسيرة الديموقراطية. والحديث عن الحريات والقيم الديموقراطية والانفتاح في ايران مجرد أكاذيب". وأثارت مقدمة كتبها رئيس البرلمان الايطالي لوتشانو فيولانتا لكتاب خاتمي الأخير "الدين والحرية والديموقراطية" عاصفة من الردود السلبية وسط عدد من أحزاب اليمين واليسار. اذ وصف فيولانتا خاتمي في هذه المقدمة بأنه "قريب جداً من افكارنا الديموقراطية". وطالب أحد قادة حزب اليسار الديموقراطي اومبيرتو رانيري الذي يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية، بضرورة اسقاط "الفتوى" الايرانية التي صدرت في عهد الخميني بقتل الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي، وقال "على خاتمي ان يُظهر حسن نية ايران هذه المرة". من جهة أخرى، ناشد وزير الخارجية الايطالية لامبيرتو ديني المجموعة الدولية عموماً وأوروبا خصوصاً دعم التحولات التي تشهدها ايران حالياً، وقال "ان هدفنا يتمثل في احتضان مثل هذا الانفتاح، اذ لا يمكن عزل ايران وحصرها في غيتو ديني منغلق نظراً للموقع الاستراتيجي المهم الذي تتمتع به في الشرق الأوسط". وأضاف "ان سياسة الاعتدال التي ينهجها خاتمي ستعزز الاستقرار الاقليمي وتساعد في الحفاظ على التدفق المستمر للطاقة من المنطقة الى العالم الخارجي". وفي طهران أ ف ب أكدت مصادر في الرئاسة الايرانية ان خاتمي سيلقي كلمة امام المعهد الجامعي الاوروبي في فلورنسا "موجهة الى الدول الاوروبية ومثقفيها". وذكرت صحيفة "كيهان" الدولية الصادرة بالانكليزية ان الزيارة "ستسرع عملية تحسين العلاقات مع الاتحاد الاوروبي عموماً، ومع ايطاليا، الشريك التجاري الكبير لايران". وتأتي الزيارة قبل بضعة اسابيع من زيارة اوروبية اخرى مهمة لخاتمي الى فرنسا في 12 نيسان ابريل. وستسمح هاتان الزيارتان اللتان خضعتا لنقاش طويل داخل النظام الاسلامي، في شكل غير مباشر، بتعزيز مواقع خاتمي في مواجهة الجناح المتشدد الذي يسعى الى حصر دور الرئيس في مهمات صورية.