اتفق الفاتيكانوايران على وصف لقاء البابا يوحنا بولس الثاني الرئيس الايراني محمد خاتمي بأنه "تاريخي". وشدد البابا على انه ينظر "بتقدير الى هذه الزيارة المهمة والواعدة"، للرئيس الايراني في حين اكد خاتمي ان احد الدوافع الاساسية لاختياره روما محطة اولى في اوروبا الغربية كان زيارة الفاتيكان ولقاء البابا. وأكد "ضرورة الحوار بين المسلمين والمسيحيين واحلال السلام في العالم" و"التسامح والحوار والتعايش بين الأديان"، وقال البابا عن اللقاء: "انه يوم مبشر". وكان خاتمي اختتم أمس زيارة لايطاليا بمراسم وداع رسمية اقامها الرئيس اوسكار لويجي سكالفارو في قصر الكورنيلا الرئاسي. وبدأ الرئيس الايراني مباشرة زيارة رسمية للفاتيكان. وكان اجتمع في وقت مبكر صباحاً مع عدد من كبار رجال الأعمال والصناعيين الايطاليين في مقر وزارة الخارجية، بحضور الوزير لامبرتو ديني. وأبدى خاتمي "سروراً بالغاً بنجاح الزيارة" لايطاليا، فيما كشفت مصادر موثوق بها في روما لپ"الحياة" ان الوفد الايراني رفض اصدار بيان مشترك في ختام الزيارة احتجاجاً على حرص الجانب الايطالي على "الاشارة بايجابية الى دور الولاياتالمتحدة في عملية سلام في الشرق الأوسط"، وعلى المطالبة بپ"احترام حقوق الانسان في ايران". واعتبر الجانب الايراني ذلك تدخلاً في شؤونه الداخلية. وفي الفاتيكان التقى خاتمي البابا وأجرى محادثات مع سكرتير الدولة الكاردينال أنجلو سودانو. وأكد الرئيس الايراني والبابا "ضرورة ان تشيع قيم النبل والفضيلة والتسامح والحوار والتعايش بين الاديان". وقدم خاتمي للبابا مخطوطة من ديوان حافظ وهو أحد كبار الشعراء في ايران، وأشرطة عن مسلسل تلفزيوني أُعد في طهران عن "اهل الكهف"، وسجادة حيكت من الحرير تضمنت رسماً لرمز مسيحي. اما البابا فقدم لضيفه لوحة من البرونز لرمز كاثوليكي تاريخي. وقالت مارغوري وير المنسقة الاعلامية في الفاتيكان ل "الحياة" ان البابا اعتبر بعد وداعه الرئيس الايراني ان اللقاء كان "مثمراً وودياً" وشددت على ان "افكار الزعيمين متقاربة جداً وستكون لهذه الزيارة آثار ايجابية على الحوار المسيحي - الاسلامي". اما النائب في البرلمان الايراني محمود دعائي فقال لپ"الحياة" ان "النتائج العملية لهذه الزيارة ستظهر في المستقبل". في واشنطن أ ف ب أعرب مسؤول في وزارة الخارجية عن قلق الادارة الاميركية من ان تؤدي زيارة خاتمي لايطاليا الى تطوير المبادلات التجارية بين طهرانوروما.