وسط اجراءات امنية مشددة جداً بدأ الرئيس الايراني محمد خاتمي امس زيارة رسمية لايطاليا هي الأولى التي يقوم بها رئيس ايراني لعاصمة غربية منذ الثورة في ايران قبل 20 سنة. وأكد مصدر امني لپ"الحياة" ان اكثر من خمسة آلاف من رجال الأمن وعناصر "كوماندوز" كلفوا حماية خاتمي خلال زيارته للعاصمة الايطالية. وأجرى خاتمي محادثات مع نظيره الايطالي لويجي سكالفارو ومع رئيس مجلس الشيوخ وألقى كلمة امام رؤساء اللجان والكتل النيابية والسياسية في مجلسي الشيوخ والنواب، وذلك خلال جلسة مشتركة قيل انها سابقة في زيارات القادة الاجانب لروما. ولم تخل الزيارة في يومها الأول من اثارة، اذ نظّم منشقون ايرانيون تجمعاً احتجاجياً وسط ساحة فينتسيا في قلب العاصمة الايطالية، وردد حوالى الف ايراني شعارات معادية لنظام الجمهورية الاسلامية وللرئيس خاتمي، ورفعوا العلم الايراني من دون شعار الجمهورية الذي يتوسطه، ورايات منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة. وطوقت الشرطة المكان، وحالت دون تنظيم تظاهرة والتوجه الى مقر رئاسة الجمهورية الايطالية حيث كان خاتمي يجري محادثات مع سكالفارو. وتميزت زيارة خاتمي باجراءات امنية "استثنائية"، اذ حلقت طائرات هليكوبتر فوق روما وواكب بعضها موكب خاتمي. ولاحظت "الحياة" عشرات من سيارات قوى الأمن وانتشاراً لعناصر "كوماندوز". وكانت طائرة الرئيس الإيراني حطت صباحاً في مطار "فلوسينا ماسيما شامبينو" العسكري، وتوجه خاتمي مباشرة إلى مقر الرئاسة على متن مروحية، ويرافقه وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني، علماً أن الوفد الإيراني يضم وزير الخارجية كمال خرازي ومدير الديوان الرئاسي محمد علي ابطحي ووزير المعادن اسحق جهانكيري وعضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان محمود دعائي. وقالت مصادر إيرانية ل "الحياة" إن الرئيس الايطالي "أشاد بالتوجهات التي يعلنها خاتمي لا سيما ما يتعلق بخيار ازالة التوترات مع العالم التي جعلها أولوية في استراتيجيته الخارجية". وركز على "أهمية التعاون بين إيرانوايطاليا والاتحاد الأوروبي"، مؤكداً أن بلاده "مستعدة لتعزيز العلاقات مع إيران على كل الأصعدة". وقال خاتمي إن "إيران اختارت ايطاليا كنموذج للتعاون مع أوروبا على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة". وزاد: "في عالم الإسلام نتوجه نحو التضامن والتعاون مع العالم، ويمكن منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي أن يتعاونا لإزالة التوترات وترسيخ السلام والاستقرار في العالم".