وصف وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ردود العواصم الخليجية الثلاث، أبو ظبي والدوحة والكويت على المقترحات الفرنسية في شأن نظام الرقابة على العراق بأنها "مشجعة جداً". وقال في مؤتمر صحافي في الكويت أمس في نهاية جولته الخليجية انه لاحظ خلال محادثاته مع المسؤولين في هذه العواصم "اهتماماً كبيراً ورغبة في التحدث مع فرنسا في هذه الافكار، وتأييداً اساسياً، على ما بدا لي، في غالبية المحطات". ونقل فيدرين عن نظيره الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح قوله ان دولة الكويت "ستؤيد أي تحرك يمكن ان يعزز الأمن الاقليمي"، في اشارة الى موافقتها المبدئية على التحرك الفرنسي. لكن المسؤول الفرنسي قال انه قدم الى الخليجيين "مقترحات وأفكاراً عامة وليس خطة متكاملة ومنتهية". وعلمت "الحياة" ان الجانب الكويتي أكد له ان العراق يرفض كل المساعي ومن ضمنها الافكار الفرنسية. وتابع فيدرين: "كان مهماً ان نعقد مثل هذه المحادثات في الخليج تكملة للمحادثات التي نعقدها مع الجانب الاميركي في هذا الخصوص، ولاحظت اهتماماً خليجياً كبيراً ورغبة في متابعة هذه المحادثات". وشدد على ان الأفكار الفرنسية تهدف الى ضمان الأمن الخليجي، موضحاً "ان نقطة انطلاق تفكيرنا ان نطرح السؤال الآتي: كيف يمكن ان نضمن على المدى البعيد الأمن الاقليمي؟ وأفكارنا الخاصة بمراقبة التسلح العراقي والرقابة المالية كلها تدور حول هذا الهدف، ورفع الحظر لن يأتي الا نتيجة هذه الأمور ويصبح ممكناً عبر تحقيق آلية الرقابة". واشار الى ان باريس "ستقوم المردود الذي حصلنا عليها في الخليج حتى نثري أفكارنا ، ولدينا حوار مستمر مع الشركاء الآخرين في مجلس الأمن". وكان فيدرين توقف في الكويت امس لبضع ساعات قابل خلالها ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح، وأجرى محادثات مع الشيخ صباح الأحمد. واكد ان "فرنسا راغبة في مواصلة المساهمة في تنيمة الكويت، ومحادثاتنا تركزت على شؤون الأمن الاقليمي ومسألة العراق. وتبادلنا وجهات النظر بشكل مكثف". واضاف ان الشيخ صباح أبلغه "الافكار والهموم الكويتية ومسألة الأسرى الكويتيين الأليمة. وتحدثنا عن ايران، وشرحت له التطور في الحوار السياسي بينها وبين فرنسا". وأشار الى تطلع فرنسا الى زيارة الرئيس الإيراني محمد خاتمي لباريس قريباً، وقال: "نحن ايدنا الخط الانفتاحي للرئيس خاتمي الذي يتماشى، على ما يبدو، مع رغبات الناخبين الايرانيين. ولكن تبقى هناك مشاكل عدة واختلاف في المناهج وسنطرح هذه الامور للنقاش". وجدد فيدرين انتقاد بلاده العمليات العسكرية الاميركية والبريطانية المستمرة ضد العراق، معتبراً "انها لا تتماشى وطريقنا في عرض الموضوع ومحاولة الوصول الى حل". وسئل عن الموقف العراقي من الافكار الفرنسية، فأجاب: "نحن لا نتفاوض مع العراق والآخرين، والمو ضوع هو كيف يستطيع مجلس الأمن ان يطوع الآلية الحالية لكي يجعلها أكثر ملائمة في الوقت الذي نخفف من المعاناة الظالمة للشعب العراقي".