توتر الوضع في كيان صرب البوسنة اثر قرارات اتخذها المسؤولون الدوليون باقالة رئيس "الجمهورية الصربية" نيكولا بوبلاشين ووضع مدينة برتشكو الحيوية تحت سلطة الادارة المركزية البوسنية، باشراف "دولي"، فيما اعلن رئيس وزراء الكيان الصربي ميلوراد دوديك "المعتدل" بالتخلي عن منصبه احتجاجاً على القرار. وأشادت الاوساط الغربية بقرار التحكيم في مستقبل برتشكو الذي صدر عن هيئة اميركية، في حين اعتبره المسلمون البوسنيون مقبولاً "لأنه حقق الحد الأدنى من العدالة". وحذرت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة مادلين اولبرايت من انه في حال اعتراض اي من الطرفين الصربي او المسلم على قرار التحكيم في شأن برتشكو فان المدينة "ستمنح الى الطرف الآخر". وفسر المراقبون تحذير اولبرايت بأن القرار رسخ بقاء برتشكو ورقة بيد الادارة الاميركية تستخدمها عند الحاجة لتهديد الطرفين البوسنيين بوجوب تنفيذ ما يطلب منهما. وردت اذاعة بلغراد على تصريح اولبرايت بأنها "تعتبر هذه الأرض البوسنية من املاكها الخاصة التي يحق لها التصرف بها". وأشاد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا بقرار التحكيم وأعرب عن استعداد قوات الحلف في البوسنة "لمواجهة اي معوقات تعترض تنفيذ القرار". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن سروره بقرار التحكيم حول برتشكو "الذي اخذ بعين الاعتبار مبدأ الحكومة الديموقراطية المتعددة الاعراق". وحض زعماء البوسنة على حماية مصلحة كل المواطنين "عن طريق الالتزام الكامل بقرار اللجنة الدولية". وأصدر مكتب ممثل المسلمين في عضوية هيئة الرئاسة البوسنية علي عزت بيغوفيتش بياناً اعتبر القرار "في مجال تحقيق الحد الادنى من العدالة على رغم انه جاء متأخراً". والمعروف ان برتشكو كانت ذات غالبية من المسلمين قبل الحرب البوسنية لكن الصرب اخضعوها لتطهير عرقي شامل بحيث اصبحت نسبتهم فيها حالياً 80 في المئة من مجموع السكان. وتأتي اهمية المدينة نتيجة موقعها الاستراتيجي، اذ انها تربط بين القسمين الشرقي والغربي لكيان صرب البوسنة، كما انها تمثل المنفذ الوحيد لكيان الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي الى نهر سافا المهم للملاحة النهرية. وبموجب القرار الذي اتخذه المحكم الاميركي روبرت اوين الذي عهدت اليه قضية حسم مستقبل برتشكو فان المدينة "ستكون منطقة محايدة بين الكيانين البوسنيين تحت سلطة الحكومة المركزية البوسنية وبادارة ذاتية يشرف عليها مسؤولون دوليون". واستقال رئيس وزراء كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك الذي كان يعتبر معتدلاً ومؤيداً للاجراءات الغربية لأن قرار التحكيم "خذله شخصيا بسبب ما ابداه من تعاون مع المسؤولين الدوليين". وكان المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندروب اقال رئيس "الجمهورية الصربية" البوسنية نيكولا بوبلاشين قبل ساعات من صدور القرار في شأن برتشكو "لأنه لم يتعاون مع رئيس الوزراء المعتدل ميلوراد دوديك". والمعروف ان بوبلاشين انتخب باقتراع من ناخبي كيان صرب البوسنة في الانتخابات العامة التي اجريت العام الماضي برعاية منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وهو من القوميين المتشددين الذين اعتبرهم المسؤولون الدوليون "عقبة امام احلال السلام". وتصاعد التوتر في كيان صرب البوسنة وتعرضت القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي مساء أول من امس لثلاث هجمات بالقنابل ما ادى الى قتل صربي وجرح احد الجنود الدوليين