واشنطن - أ ف ب - اضفت الخلافات التجارية المتعددة، من الموز الى لحوم الماشية المعالجة بالهرمونات، فتوراً على العلاقات الاميركية - الاوروبية في وقت يُعتبر التعاون ضرورياً بين القوتين الاقتصاديتين العظميين في جانبي الاطلسي. وقال مدير المعهد الدولي للاقتصاد في واشنطن فريد برغستن "ان العلاقات بين الكتلتين أساسية لضمان التقدم الاقتصادي سواء على المستوى الثنائي او الدولي. ويسيطر الاميركيون والاوروبيون على 40 في المئة من التجارة في العالم من خلال اقتصاداتهما المتماثلة والمتقاربة في الحجم البالغة 6500 بليون دولار للاتحاد الاوروبي، و8000 بليون دولار للولايات المتحدة". واضاف الخبير الاميركي، الذي كان يشغل منصباً مهماً في وزارة الخزانة الاميركية في عهد الرئيس السابق جيمي كارتر: "ان قيام نظام اقتصادي ثنائي القطب اوروبي - اميركي بعد نصف قرن من السيطرة الاميركية اصبح ممكنا مع اعتماد اليورو، الذي يُحتمل ان يشكل منافساً للدولار كعملة احتياط سائدة". الا ان التعاون بين القوتين الاقتصاديتين في السوق الدولية، الذي يُعتبر محدوداً في نظر المسؤولين من الجانبين، يُعاني منذ اشهر من تراكم الخلافات التجارية. وقال مصدر ديبلوماسي اوروبي "ان تنامي التوجهات الاحادية لادارة الرئيس كلينتون تحت ضغط السياسة الحمائية للكونغرس، يسمم الاجواء". وجاء الاجراء الاميركي الاخير، الذي يفرض على مستوردي البضائع المستهدفة دفع كفالة الى الجمارك، رداً على الاجراءات الاوروبية المشتركة لاستيراد الموز، التي اعتُبرت تمييزية بحق الولاياتالمتحدة، وذلك قبل ثلاثة اسابيع من صدور القرار النهائي لمنظمة التجارة الدولية حول الخلاف. ورد الاتحاد الاوروبي باتهام واشنطن بخرق القواعد التجارية المتفق عليها معتبراً الاجراء "غير مقبول". وقالت واشنطن ان منظمة التجارة اصدرت قراراً لمصلحتها ثلاث مرات في قضية الموز خلال الاعوام الستة الماضية. واعتبرت ان المماطلة الاوروبية في الرضوخ للقرارات تهدد مصداقية النظام التجاري المتعدد الاطراف لا سيما في نظر الكونغرس الحساس ازاء المسائل الحمائية. وقال مسؤول اوروبي رفيع المستوى "ان السلوك التجاري الاميركي العدواني دلالة على ضعف الادارة الاميركية بعد فضيحة لوينسكي في مواجهة كونغرس يؤيد الحمائية وخاضع لنفوذ جماعات الضغط". وقال "ان شركتي شيكيتا ودول العملاقتين في سوق المنتجات الزراعية والغذائية اللتين تساهمان بسخاء في موازنتي الحزبين الجمهوري والديموقراطي، هما اللتان تحركان الخيوط في قضية الموز". وذكر "ان المناخ اثر سلباً على التقدم في المفاوضات مع الكونغرس في شأن التصويت للحصول على استثناء من قانوني هلمز - بورتون وداماتو اللذين يقيدان اقامة علاقات تجارية مع دول تخضعها واشنطن لعقوبات ويعارضهما الاوروبيون". ومع ذلك يؤكد الجانبان الاميركي والاوروبي انهما لا بد ان يجدا حلاً في النهاية لهذه الخلافات. وتوقع بايمين التوصل الى اتفاق سواء تعلق الامر بالموز، او الخلاف الناشىء عن الحظر الاوروبي للحوم الاميركية المعالجة هرمونياً، الذي يعتبر اكثر اهمية، او حظر بروكسل ابتداء من 2002 للطائرات القديمة المزودة اجهزة لخفض الضجيج هش كيت، ومعظمها من طراز "بوينغ".