بروكسيل - أ ف ب - يعقد الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة غدا الجمعة، في واشنطن، قمتهما السنوية الثانية خلال العام الجاري في جو من الخلافات العميقة، بعد 15 يوماً من اخفاق مؤتمر منظمة التجارة العالمية في سياتل. وسيلقي الفشل في التوصل الى اتفاق على بدء المفاوضات التجارية لدورة الالفية الجديدة بثقله على القمة التي يشارك فيها الرئيس بيل كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين اولبرايت مع القادة الاوروبيين ومن بينهم رئيس اللجنة الاوروبية رومانو برودي، والرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي رئيس الوزراء الفنلندي بافو ليبونن. وقال مسؤولون في اللجنة الاوروبية ان الاتحاد يريد معرفة الموقف الاميركي "ومدى هامش المناورة الذي يتمتعون به لان اطلاق دورة جديدة يتوقف اساساً على مدى المرونة التي يظهرها الاميركيون". واعلن المفوض الاوروبي للتجارة باسكال لامي، كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي في سياتل الثلثاء ان "من اولوياتنا" بدء دورة جديدة من المفاوضات في اطار منظمة التجارة العالمية "على اساس جدول اعمال واسع". الا انه دعا الى الحذر قائلا ان فشل المحاولة الثانية سيكون "كارثياً". ويبدي الاوروبيون شكوكاً جدية ازاء تغير موقف الاميركيين الذين يستعدون للانتخابات الرئاسية التي ستنظم في تشرين الثاني نوفمبر 2000. اما الدافع الثاني للقلق لدى الاوروبيين، فهو عجز الادارة الاميركية عن جعل الكونغرس يتبنى مشاريع القوانين التي تقترحها كما حدث في قانوني هلمز-بورتن وداماتو اللذين يهددان الشركات الاوروبية التي تستثمر في بلدان مثل كوبا وايران وليبيا. اذ رفض الكونغرس التصديق على قوانين تستثني الشركات الاوروبية من العقوبات على رغم اتفاقات تمت في 1998. ومن الملفات الشائكة المعلقة منذ وقت طويل ستتم مناقشتها في واشنطن ملفا الموز والعجول التي تتغذى على الهرمونات. وفي الحالين دانت منظمة التجارة العالمية موقف الاتحاد الاوروبي الذي سيواجه تدابير انتقامية من واشنطن على شكل مضاعفة الرسوم الجمركية على بعض السلع. ويتوقع ان يرفض الاوروبيون حزمة من التدابير لحلول ودية لمجمل هذه الملفات التي يرون ان كلا منها يتميز عن غيره. وعلى رغم الخلافات بينهما تربط الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي علاقات مميزة كونهما اكبر شريكين تجاريين في العالم. وبلغت الصادرات الاوروبية الى الولاياتالمتحدة في 1998 حوالي 6،160 بليون يورو اي بزيادة 13 في المئة عن 1997. في حين زادت الصادرات الاميركية الى الاتحاد الاوروبي بنسبة 4،9 في المئة الى 6،151 بليون يورو. وستناقش قمة واشنطن كذلك الملفات السياسية الساخنة مثل الوضع في الشيشان والموقف الواجب اتخاذه من موسكو، وتطورات الوضع في البلقان واعادة الاعمار في كوسوفو والعلاقات مع المعارضة الصربية.