اتجه مؤشر كرة السلة العربية منذ الأول من آذار مارس صوب لبنان حيث تجرى منافسات بطولة الأندية العربية الثالثة عشرة للرجال والتاسعة للسيدات، وستضج الملاعب اللبنانية بمباريات 25 فريقاً للرجال والسيدات على مدى أسبوعين. وقد وجد الاتحاد العربي في "السوق اللبناني" عامل جذب للعبة إعلامياً وإعلانياً من خلال الطفرة الكبيرة التي تشهدها في لبنان منذ نحو ثلاثة مواسم... كما دخل صندوقه 50 ألف دولار لقاء استضافة لبنان بطولة العام الماضي التي أحرزها الحكمة، ومبلغ مماثل هذا الموسم. انطلقت بطولة الأندية العربية، واستراحت منافسات بطولات لبنان لمختلف فئاتها، خصوصاً الدرجة الممتازة التي تحظى بعامل جذب كبير وباتت نجمة السهرات في الملاعب وعبر شاشة التلفزيون، خصوصاً وان نجوماً محترفين يزينون أداءها. توقفت بطولة لبنان الممتازة في ختام مرحلتها الخامسة عشرة، ويتصدر ترتيبها الحكمة حامل اللقب برصيد 45 نقطة، وهو الوحيد الذي لم يتعرض لأية خسارة حتى الآن وقد ضمن بمفرده منذ أسابيع عدة، دخول المربع الذهبي في وقت لا يزال الصراع على المقاعد الثلاثة الأخرى يدور بين الرياضي حامل اللقب السابق والأكثر فوزاً به، والتضامن زوق مكايل وصيف الموسمين الأخيرين، والوردية رابع العام الماضي والأنترانيك. وعند السيدات، فإن المنافسة محصورة منطقياً بين الهومنتمن الأكثر ألقاباً والأنترانيك بطل الموسم الأخير... وقد فاز الهومنتمن ثالث البطولة العربية منذ 1996 في مواجهتي الذهاب والإياب هذه السنة، وأسهمه مرتفعة ليستعيد اللقب. يتجه الحكمة الى الدور النهائي براحة كبيرة، ومهد لسطوته المنتظرة، بإحرازه كأس لبنان على حساب التضامن أيضاً. صحيح أن الحكمة واجه صعوبة في بعض المباريات أمام الأنترانيك خصوصاً غير أنه لم يتعرض للتأرجح أو عدم الثبات كما حصل لباقي الفرق، ويعتمد على تشكيلة ضاربة أفرادها من مستوى متقارب وأجانبه السنغالي اسان فداي والنيجيري محمد آشا والأميركي مايكل ريتشاردسون من طراز نادر. وعوّض الرياضي النقص في صفوف احتياطييه العام الماضي، فحصّن تشكيلته. لكنه فوجئ بإصابة جديديه الأميركيين ليلان ماكدوغال وداريل هودجز بانشو، واستمر التركيز على مواطنهما مايكل كمبرلاند أحد نجوم نهائيات الأندية الآسيوية في ماليزيا في أيار مايو الماضي، حيث حلّ الرياضي ثالثاً. واعتمد الرياضي على صانع ألعابه وقائد منتخب لبنان وليد دمياطي الذي اختير أفضل لاعب لبناني في استفتاء شارك فيه اللاعبون والمدربون. ويقود دمياطي مجموعة لبنانيين جيدين غازي بستاني وياسر الحاج وجاسم قانصو والأخوين شيباني، غير أن دفاعه لا يزال معرضاً دائماً لاختراقات تكلّفه الكثير فضلاً عن عدم انسجام بين اللاعبين والمدرب الأميركي مارتن زيلر الذي لم يشرك مروان علي أحمد في أي لقاء على الرغم من كفاءته الكبيرة... وعمدت إدارة النادي منذ أيام الى الاستعانة بالمدرب رزق الله زلعوم، مدرب منتخب لبنان خلال الدورة العربية الخبير في المسابقات العربية والمتفهم أكثر لطباع اللاعبين، وعلّق مهمات زيلر لاشعار آخر. وعلى جبهة التضامن، عانى الفريق من تغيير دائم في جهازه الفني حتى استقر أخيراً على لاعبه القديم ايلي صفير... ودفع الفريق ثمناً غالياً أحياناً ميدانياً... وكادت أسهمه في المنافسة على بطاقات المربع الذهبي تنعدم أحياناً، علماً أن في صفوفه لاعبين جيدين، وقد غاب عنه قائده ايلي نصر مباريات عدة لأسباب صحية، كما يتأثر الفريق بأداء لاعبه الأميركي طوني ماديسون "فيحلّق" معه حين يكون في قمة عطائه. وتألق الأنترانيك بعدما وجد تشكيلته المتجانسة والتي أحسن المدرب فؤاد أبو شقرا المنتقل من الوردية صياغتها وصقلها. وكان الفريق قاب قوسين أو أدنى من إلحاق الهزيمة بالحكمة وسجل فوزاً عزيزاً على الرياضي، لكن بعض التسرع عاب أداءه في الثواني الأخيرة لبعض المباريات أمام التضامن والوردية مثلاً، حيث لم يستطع المحافظة على التقدم الذي جاهد لتحقيقه. ونجح الوردية في اتمام أبرز صفقات الموسم وتمثلت بضمه الهداف الأميركي ريك هيوز والمدرب المصري شريف عزمي الذي عوّلت ادارة الفريق كثيراً عليه، وسعى اتحاد اللعبة ليتعاقد معه لتدريب المنتخب، لكن المفاجأة جاءت سريعة حيث اعتذر بعد نحو خمس مراحل من انطلاق المنافسات بسبب عدم تمكنه من تمديد اجازته من عمله في مصر ضابط شرطة!! وتقلّص أجانبه لاحقاً الى اثنين داردن وهيوز واستعاد طوني بارود حضوره الثابت على أرض الملعب... غير أن الفريق لا يزال أسير العروض المتأرجحة حتى بعدما تعاقد مع مدرب المنتخب السعودي الأميركي بات ستيوارت، فكانت خسارته الصاعقة أمام الهومنتمن ولم يتمكن من المحافظة على فوز في متناوله أمام التضامن. تطور مستوى التحكيم تحكيمياً، شهد المستوى اللبناني تطوراً بارزاً في الموسمين الأخيرين، وان لا تزال الاستعانة بالأجانب مستمرة... وقد دفع اتحاد اللعبة بهذا الجهاز خطوات كبيرة الى الأمام من خلال دورات الإعداد والصقل المستمرة. ويؤكد رئيس لجنة الحكام الحكم الدولي نقولا فلوطي أن معظم مباريات البطولة يتولى قيادتها حكام لبنانيون "واللافت أن معظم الأندية تطالب بذلك وهي تخلّت عن فكرة استقدام حكام أجانب، باستثناء مباراة الحكمة والرياضي، التي تعتريها الحساسية، مع الإشارة الى قيادتنا مباريات حساسة أخرى التضامن - الحكمة، الوردية - الأنترانيك، الرياضي - الأنترانيك وأثبتنا للجميع جدارتنا وكفاءتنا ونزاهتنا".