رأس ولي عهد المغرب الامير محمد بن الحسن اول من امس في حدائق المنارة في مدينة مراكش افتتاح معرض الطرق الثقافية للمرابطين والموحدين برعاية العاهلين المغربي الحسن الثاني والاسباني خوان كارلوس الاول. وشارك في الاحتفال الذي نُظم تحت خيمة نصبت على مشارف صهريج المنارة عدد من الشخصيات السياسية والثقافية من ابرزها رئيس حكومة الاندلس المحلية مانويل تشافيس ورئيس البرلمان الاندلسي خافيير توريس ومستشار العاهل المغربي اندري ازولاي ووزير الثقافة المغربي محمد الأشعري. واطلع الحضور على المؤلفات والكتب التي صدرت عن هذه الطرق التي انجزها 20 استاذاً من المغرب واسبانيا بعد اربعة اعوام من الجهد. وقال وزير الثقافة المغربي ان طرق الموحدين والمرابطين كانت منذ القرن الحادي عشر ممرات لأفكار وتجارب وخبرات مشتركة لتبادل المنتجات والاشعار واللغات والتعابير الفنية في الفن المعماري، والموسيقى والزخرفة والاجتهادات في الطب والفلك والزراعة وفي الفلسفة. واشار الى ان اللقاء فوق تربة مرابطية عريقة حوار مع ذاكرة شعبين عريقين، واعادة انتاج خريطة الماضي بتحديات الحاضر وآمال المستقبل. واضاف ان "اجدادنا رسموا خريطة حيّة قفزت على الحدود الطبيعية والسياسية واخترقت حواجز اللغات والثقافات ونجحوا في تشكيل لقاح ثقافي مشترك لا يزال ممتداً حتى اليوم". وقال رئيس حكومة الاندلس ان مراكش التي شكلت عاصمة للمرابطين والموحدين هيمنت على هذه الطرق التي ربطت شمال افريقيا مع جنوب الصحراء ما اسهم في تغذية الحوار الثقافي والفني بين الشمال والجنوب. وأضاف ان المعرض يقدم دليلاً للذين يتعقبون آثار المرابطين انطلاقاً من جنوب الصحراء وصولاً الى قلب الاندلس في غرناطة، وجسراً بين اوروبا وبلاد المغرب. وأكد المسؤول الاسباني ان العلوم والفنون جعلت من الأندلس على امتداد ثلاثة قرون "مركزاً للنور وحيداً في ذلك الغرب الجلف والغارق في الظلام، ولا يمكن تفهم عصر النهضة من دون المساهمة التي قدمتها الثقافة الاندلسية".