فرغ المجلس العدلي اللبناني امس من سماع مطالعة النيابة العامة التمييزية ومرافعات جهة الادعاء الشخصي في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي عام 1987، المتهم بها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد الاحتياط كيتل حايك وآخرون، على ان تباشر جهة الدفاع مرافعاتها غداً الخميس. واستمع المجلس برئاسة القاضي منير حنين الى مطالعة المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم التي استمرت حتى ساعة متقدمة من الليل، ووقعت في 213 صفحة خلص فيها الى طلب الاعدام للمتهمين الرئيسيين. وسبق عضوم وكيل الرئيس عمر كرامي وشقيقه معن كرامي، المحامي بسام عشير الداية الذي ترافع خلال ثلاث ساعات وسط حضور كثيف غصت به قاعة المحكمة مستهلاً بالقول "غدروا برشيد كرامي فكنتم انتم المغدورين، لذلك لست هنا لأطالب بدمه لنفسه لأنه قضيتكم ودمه في اعناقنا جميعاً، فمن قتله قتل الشرعية والوطن كله". وأضاف "فخخوا له ونثروا قلبه فوق حالات حتفاً لا حتماً وهناك من قرر اغتيال الشرعية باغتيال، وقد فعلها حتماً". وأشار إلى أن وسيلة الاغتيال "ارتقت الى بشاعة الاغتيال نفسه، وكرامي لم يفكر ان يصفي اي من خصومه جسدياً لأن الكلمة عنده افعل من اي سلاح، وكان يعتقد ان ازمة لبنان لا تنتهي الا بالوفاق، لذا قتلوه لأنه كان عنيفاً في وجه اي مشروع تقسيمي، وتصدى لمشروع مطار حالات غير آبه بتهديدات جعجع العلنية التي قال فيها: إما حالات حتماً واللّي بدّو يصير يصير، وإذا أراد كرامي ان يتابع فليتابع، نحن نعرف ماذا نفعل". وأضاف الداية "وقد فعلوا وقتلوه. وأمام صلابة الموقف المحصن بالوحدة في مواجهة المشاريع التقسيمية استأنف جعجع ضغطه على كرامي ليستقيل مطالباً بإطاحته وكذلك فعل نائبه كريم بقرادوني واستشرس في عدم قبول عودته الى رئاسة الحكومة". ولفت الى ان "بقرادوني قال عن جعجع انه الآمر والناهي في "القوات" مستهداً بمقابلة مع جعجع في مقابلة في مجلة "المسيرة" اقر فيها ان جهوده انصبت على محاولة الخلاص من كرامي وحكومته خصوصاً بعدما علم انه توصل مع الرئيس كميل شمعون الى اتفاق لحل الازمة اللبنانية، وقد لجأ جعجع الى العنف لإنشاء دولته على انقاض الشرعية". وتابع "لولا هذا القرار المجرم لكان الحوار السياسي اخذ مداه وتجنّب لبنان الحرب وحقن الدماء، لكنهم لم يتصوروا ان دم كرامي سيوحّد الشعب والدولة، اذ استنكر الاغتيال القادة الروحيون والمسؤولون معتبرين انه اغتيال للبنان، فيما راح جعجع وأركانه بشرب الشمبانيا وتوزيع الحلوى احتفاءً بنجاح عملية الاغتيال". واعتبر ان "غسان توما لم يقم بأي عمل إلا بناء على أمر مباشر من جعجع". ورأى ان العميد مطر "أطال أمد جلسات المحاكمة لتمييع التحقيق"، واصفاً اياه بأنه "فاعل اصلي في الجريمة، وجريمته الكبرى حرصه على إرضاء جعجع وتوما باغتيال كرامي. اذ لم يكن مشاركاً في الجريمة لماذا لم يبلّغ قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون بالعملية قبل حصولها؟ علماً ان الاخير بحسب زعم مطر كان على خلاف مع مخابرات الجيش". وقال ان مطر "ارتبط بمشروع "القوات" واشترك في التخطيط مع جعجع وأركانه لتنفيذ الجريمة، وأنه العقل المبرمج لها". وطلب من المجلس العدلي ألا يرحم من لم يرحموا لبنان وشعبه. ثم عرض أدلة تعتبر جعجع ومطر وتوما وغسان منسى فاعلين أصليين، مطالباً بإعدامهم وتاركاً للنيابة العامة تبيان مطالبها للمتهمين الآخرين ورافضاً اي اسباب تخفيفية، ومطالباً بتعويض رمزي لموكليه قيمته ألف ليرة.