تابع المجلس العدلي برئاسة القاضي منير حنين وحضور النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم استجواب شهود الحق العام في دعوى اغتيال الرئيس رشيد كرامي المتهم فيها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد كيتل الحايك وآخرون. استهلت الجلسة التي بدأت الثالثة والنصف بعد ظهر امس لمداخلة لمحامي الادعاد بسام عشير الداية اشار فيها الى انه وجه في الجلسة السابقة سؤالاً الى محامي الدفاع كريم بقرادوني الذي استجوب كشاهد في القضية، عن الوقت الذي غادر فيه الوزير الراحل عبدالله الراسي كان مع كرامي في الطوافة مستشفى الجعيتاوي يوم الاغتيال، فأجاب بقرادوني انه قبل الظهر. وأضاف الداية انه فوجئ بمذكرة قدمها بقرادوني الى المجلس العدلي وعمّمت على الصحف، مبرزاً تصريحاً لأرملة الراسي السيدة صونيا فرنجية امس تشير فيه الي ان زوجها كان في قصر الرئيس سليمان فرنجية في زغرتا في الاولى بعد ظهر يوم الاغتيال. وضم طلبه الى الملف. وعقّب عضوم "بأن هذه الطريقة المتبعة تخالف اصول المحاكمات الجزائية الذي لا يحق لأي فريق ان يقدم مستنداً الى الآخرين كأننا امام محكمة مدنية". واعتبر ان مستند بقرادوني لا قيمة لأنه لم يقدم وفق الاصول مطالباً بوضعه قيد المناقشة. فرد بقرادوني بأن الموضوع ليس مسألة الوقت الذي غادر فيه الراسي بيروت الى زغرتا "لكن ما اعرفه ان الدكتور جورج سعادة قال لنا بعد اختصاره اجتماعاً للمكتب السياسي الكتائبي انه سيغادره لعيادة الوزير الراسي". وتناول المحامي الداية مسألة الاتفاق الذي كان توصل اليه الرئيسان كميل شمعون ورشيد كرامي عام 1987 لإنهاء الازمة اللبنانية موضحاً ان كرامي عندما انتقل بالطوافة من طرابلس كان هدفه الاول الوصول الى مبنى البرلمان في بيروت ليوقعه مع شمعون. وأكد كلامه بكتاب صادر عن حزب الوطنيين الاحرار يفسّر هذا الاتفاق، مستشهداً بالرئيس حسين الحسيني والنائب بطرس حرب اللذين اكدا هذه الواقعة. ثم عرض مستنداً، بعدما استأذن الرئيس عمر كرامي في شأنه "فيه ان رئيس الحكومة الراحل كان سيوقّع الاتفاق وقد اضيفت اليه بنود بخط الرئيس شمعون". عندها وعد القاضي حنين بإبراز هذا المستند في الجلسة المقبلة. واعترض وكيل جعجع النقيب عصام كرم داعياً الى ترك الامر للمرافعة "والا فإن المحاكمة ستطول من دون نتيجة". ثم استجوب المجلس الشاهد العميد الركن المتقاعد شحادة المعلوف الذي وضع تقريراً عن الحادث بعدما كشف عن الطوافة بصفته خبير متفجرات فأوضح ان التفجير حصل بواسطة عبوة صغيرة نسبياً وضعت في مكان محدد داخل المروحية، ما اسهم في انقاذ الركاب الآخرين فيها، وان الاضرار انتشرت بشعاع لا يتجاوز الامتار الخمسة وان العبوة احدثت فجوة. وقال "علمت ان الرئيس كرامي كان جالساً على المقعد الذي حصل الانفجار قربه"، مؤكداً انه لم يكن ناتجاً عن صاروخ، بل هو من جراء تفجير لاسلكي من مسافة بعيدة. وعزا استناده الى ان الانفجار حصل فوق البحر الى معلومات استقاها عن المسافة التي قطعتها الطوافة بعد الحادث. وشدد على ان العبوة "وضعت حيث وضعت عن سابق تصور وتصميم بقصد القتل، لا بهدف تدمير الطوافة. واستمررنا في الكشف عليها ثلاثة ايام ولم نكن مكاناً الا فتشناه فيها. واستقينا معلوماتنا من الطيارين اللذين كانا يقودانها".