أثارت زيارة الرئيس حسني مبارك المفاجئة للكويت أمس تساؤلات حول مغزاها وتوقيتها كونها تأتي بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد ل "الحياة" ان الزيارة تأتي في اطار تنقية الأجواء واستعادة التضامن العربي، لافتاً الى أن القمم الثنائية العربية من شأنها التمهيد لقمة عربية شاملة. واستغرقت زيارة مبارك بضع ساعات بحث خلالها مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح في العلاقات الثنائية وقضايا العراق والشرق الأوسط، وناقشا التعاون الاقتصادي. وصرح وزير الاعلام المصري السيد صفوت الشريف الذي رافق مبارك بأن الرئيس المصري وأمير الكويت عقدا اجتماعاً مغلقاً اقتصر عليهما، مشيراً الى أن المحادثات "سادها جو من الصراحة" وتناولت مواضيع عدة بينها "الأزمة العراقية وانعكاساتها على المنطقة العربية وأهمية تفعيل قرارات مجلس الجامعة في الشأن العراقي، وبما يجنب المنطقة أي توتر". وتابع ان الجانبين بحثا في "مشكلة الشرق الأوسط وسبل التحرك نحو إحلال السلام، وأكدا مساندة الحق الفلسطيني ودعم قرارات السلطة الفلسطينية في شأن اعلان الدولة الفلسطينية". وشددا على "أهمية التنسيق من أجل تعاون عربي - عربي سعياً الى التوصل الى نظام اقتصادي عربي". وأوضح وزير الاعلام المصري ان العلاقات الثنائية "أخذت حيزاً كبيراً من اللقاء" وجرى عرض القرارات الأخيرة للجنة العليا المشتركة التي ستجتمع خلال الشهور المقبلة برئاسة رئيسي الوزراء. وزاد ان هناك اتصالات لترتيب موعد زيارة ولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله للقاهرة. ورداً على سؤال هل تطرقت القمة الكويتية - المصرية الى عقد قمة عربية قال الشريف ان "اللقاء في حد ذاته يدخل في اطار تهيئة المناخ المناسب لإيجاد تعاون خلاّق وبنّاء بين الدول العربية". وتزامنت زيارة مبارك للكويت مع تكليف عبدالمجيد سفير الجامعة لدى الأممالمتحدة حسين حسونة التوجه إلى الكويت لإجراء محادثات تتعلق بالأسرى. وقالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" إن مبارك، بوصفه رئيس القمة العربية، يبحث عن أرضية مناسبة في الكويت تمكنه من التحرك باتجاه تحقيق المصالحة. الى ذلك صرح عبدالمجيد الى "الحياة" بأن لقاءات القادة العرب تمهد الأجواء لعقد قمة عربية شاملة، لافتاً الى زيارة مبارك للكويت. ووصف الأجواء التي سادت اجتماع وزراء الخارجية العرب بأنها ايجابية، مشيراً الى أن "الرسائل المتبادلة مع الرئيس صدام حسين ورغبته في الحوار الهادئ والبناء، كانت بين العوامل الرئيسية في إنجاح الاجتماع الوزاري" على رغم المناقشات الساخنة التي شهدها. وأبدى رغبة الجامعة في المشاركة في اللجان الثلاث التابعة للأمم المتحدة المكلفة ملف العراق.