أكدت القاهرة رسمياً امس خبر "الحياة" حول الاجتماع الرباعي المفاجئ في مدينة الغردقة في سيناء، الذي عقد اول من امس وحضره وزراء خارجية مصر والمملكة العربية السعودية وسورية واليمن. وإذا كانت حصيلة الاجتماع تأكيد الرابع والعشرين من الشهر الجاري موعداً للاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، وهو ما صرّح به الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد، فان الشكوك ما زالت تخيم فوق احتمال انعقاد قمة عربية تلقى معارضة تتزعمها دول خليجية وتعززها السجالات الاعلامية الحامية بين بغداد وغير عاصمة عربية، وهي سجالات لم تمنع الاصرار على التمييز بين الشعب العراقي والرئيس صدام حسين. ففي القاهرة قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى: إن "لقاءات الغردقة تأتي في إطار المشاورات والتنسيق المصري - العربي، قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري". واتفق وزراء الخارجية عمرو موسى والأمير سعود الفيصل وعبدالقادر باجمال وفاروق الشرع على عقد اجتماع وزراء الخارجية التشاوري في موعده الجديد، تلبية لدعوة اليمن بعد تأجيله بطلب من دول مجلس التعاون الخليجي. وقال موسى ان "الاجتماع التشاوري قائم في موعده الجديد"، فيما كشف الأمين العام للجامعة عن موافقة الكويت على حضور هذا الاجتماع، لافتاً الى أنه تلقى رسالة رسمية في هذا الشأن من وزارة الخارجية الكويتية. وعاد الى القاهرة أمس وزيرا الخارجية موسى وباجمال وامتنع الأخير عن لقاء الصحافيين، فيما ذكرت مصادر ديبلوماسية يمنية لپ"الحياة" إن الوزراء الأربعة اتفقوا على عدم الخوض في تفاصيل لقاء الغردقة. أما وزيرا الخارجية السعودي والسوري فعادا مباشرة الى بلديهما من مطار الغردقة. وعلمت "الحياة" أن موسى أجرى اتصالاً هاتفياً فور عودته بالأمين العام للجامعة العربية الدكتور عبدالمجيد لابلاغه نتائج المشاورات واتفاق وزراء الخارجية على تفعيل اجتماعهم في الاسبوع الأخير من الشهر الجاري. وينتظر أن يترأس الشرع الاجتماع التشاوري المقبل بوصف بلاده الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، وأن الاتصالات التي تتم حالياً تسعى الى ضمان مشاركة جميع وزراء الخارجية العرب. واسفر لقاء الغردقة عن اتفاق في توجهات الدول العربية على وجوب التمييز بين الرئيس العراقي صدام حسين وشعب العراق، وأكدوا "أنهم لن يأخذوا الشعب العراقي بذنب حاكمه". موقف خليجي وقال ديبلوماسي خليجي ل "الحياة" أن دول الخليج الخمس، باستثناء الإمارات، لا تزال غير متحمسة لعقد قمة عربية تبحث في "أزمة العراق"، ولفت الى أن المسؤولين الخليجيين اوضحوا وجهة نظرهم للجانب الاماراتي، و"أظهر كل جانب تفهمه لوجهات نظر الآخر واصبحت المواقف الآن أكثر تقارباً". وذكَّّر الديبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته في سياق عرضه للموقف الراهن من القمة العربية، بما قاله وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية السيد يوسف بن علوي بن عبدالله، قبيل زيارة كان وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف يزمع القيام بها الى مسقط في وقت سابق، من أن عُمان تطالب العراق بضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن اذا كان هذا هو هدف زيارة الوزير العراقي، وأن هذه هي الوسيلة الوحيدة لرفع الحظر عن العراق بها. وشدد هذا الديبلوماسي الخليجي على أن "من غير المعقول أن تطالب دول مجلس التعاون الخليجي في كل القمم الخليجية الماضية، بما فيها قمة ابوظبي الأخيرة قبل شهر، بغداد بتطبيق القرارات الدولية لرفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق، ثم تشارك هذه الدول في قمة تهدف الى رفع الحصار عن العراق من جانب واحد وهو الجانب العربي، في حين أن فرض هذا الحصار كان من جانب الأممالمتحدة كلها وليس من جانب الدول العربية فقط". واعتبر "ان في ذلك تناقضاً سياسياً لن تقع دول الخليج فيه".