علّق ناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية على التوقيفات التي طاولت اخيراً عدداً من الطلاب في لبنان، بالقول امس، "ان فرنسا متمسكة جداً بحقوق الانسان، وان حرية التعبير وحرية الصحافة مكسبان للبنان وينبغي عدم اعادة النظر فيهما". وكان وفد حاشد ضمّ طلاباً من "التيار الوطني الحر" العوني وحزب الوطنيين الاحرار و"القوات اللبنانية" المحظورة، عرض على البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، ما تعرّض له رفاق لهم من "ممارسات اضطهادية وانتهاكات فاضحة على يد أجهزة السلطة"، كما جاء في كلمة ألقاها ممثل عنهم أمامه. وأبلغ الطلاب صفير انهم وزّعوا بيانات تطالب بتطبيق القرار الدولي الرقم 520 الداعي الى انسحاب كل الجيوش غير اللبنانية من لبنان "فاتهمتنا السلطة بالمسّ بالمحرمات". وسألوا "أين جريمتنا اذا حلمنا بان يكون جيشنا الوطني وحده مسؤولاً عن الأمن في كل لبنان؟". وأكدوا ان "مطالبنا هذه اعتبرتها السلطة اخلالاً بالأمن واساءة الى العلاقة مع سورية". وأعلنوا "ان محاولة الغائنا عن الخارطة الوطنية ستبوء دوماً بالفشل لاننا اتخذنا قرارنا بالنضال لتحرير لبنان من كل الاحتلالات". ورد البطريرك صفير بكلمة "حرية وسيادة واستقلال من في استطاعته ان يقول غير هذا الكلام؟ نحن مثلكم معها ومع تنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. آلامكم آلامنا جميعاً انما يجب ان نعرف كيف نحقق الآمال المشروعة، وما تنادون به لا يمكن ان تحصلوا عليه الا بطريقة عاقلة ومدروسة. فالامور لا يمكن ان تكون مثل ما تريدون فوراً. فهذا يأتي ولكن يجب الا نخلط بين المطالبة بالحرية والاخلال بالأمن. نحن مع الأمن والحرية". بعد ذلك، وصل رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الى بكركي بناء على موعد مسبق. فاستقبل بالهتاف وحيا الطلاب وقال "نحن معكم". وهنا جلسوا على الارض وانشدوا الاغاني الوطنية. وبعد نحو نصف ساعة من لقاء البطريرك وشمعون خرجا معاً حيث عاد صفير وكرر كلامه الى الطلاب معلناً "رفضه الاعتقالات"، وكذلك شمعون الذي قال للصحافيين "رأيتم الطلاب الذين كانوا هنا في اي حال هم ويتعاملون معهم كأنهم جماعة تعتدي على الوطن والقانون فيما هم يدافعون عن الوطن. وهذا التصرف الحاصل حيالهم غير مقبول. ويدل الى عدم نضوج في التعاطي في مثل هذه المواضيع. الحريات يجب ان تكون مقدسة في لبنان. اما اذا كانت غير ذلك فالافضل الا تكون". واضاف "نحن نرى ان هناك محاولة الهاء عبر قضايا اخرى وبدلاً من ان يكون الجهاز القضائي مهتماً بمسائل أهم نراه مهتماً بقضايا الآثار والتراث. وزارت مجموعة اخرى من الطلاب نقيب المحامين في بيروت انطوان قليموس الذي أشار الى "ضرورة اعطاء علم وخبر عند التظاهر حتى تستطيع الدولة تحمل مسؤولياتها على مستوى الأمن". وأكد "وقوفه الى جانبهم في القضايا المبدئية المتعلقة بالسيادة والحرية". وأبدت الرابطة المارونية "قلقاً" من توقيف الطلاب، واستنكر حزب الكتلة الوطنية "ما يتعرّض له شباب لبنان في تسديدهم ضريبة النضال من اجل الحرية في شكل حضاري وسلمي".