أرجأ حزب التجمع الوطني الديموقراطي اتخاذ قرار نهائي في شأن ترشيح عربي لمنصب رئاسة الحكومة الاسرائيلية في الانتخابات المقبلة الى اليوم الخميس، في محاولة اخيرة لاقناع حليفه "جبهة الوحدة الوطنية" في خوض الانتخابات، بالموافقة على هذه المسألة. وقال سكرتير الحزب عوض عبدالفتاح ل "الحياة" ان 95 في المئة من اعضاء المجلس العام "أيدوا وبحماس شديد ترشيح رئيس التجمع عزمي بشارة في انتخابات رئاسة الحكومة خلال اجتماعهم مساء الثلثاء. الا ان موقف جبهة الوحدة الوطنية الذي يؤيد مبدأ ترشيح عربي، لا يعتقد بوجوب اتخاذ مثل هذا القرار في ظل غياب اجماع الاحزاب العربية في اسرائيل". وأكدت مصادر في الحزب ان مناقشات مطولة استمرت ساعات بين ممثلي التجمع وبعض اعضاء الجبهة التي يتزعمها هاشم محاميد لاقناع الاخير بأهمية هذه الخطوة، الا ان هذه المحاولات باءت حتى الآن بالفشل. ولم يشارك رئيس التجمع عزمي بشارة في هذه المناقشات بسبب وجوده خارج البلاد. ويقف التجمع الذي وقع على اتفاقية تحالف مع "الجبهة الوطنية" حائراً على ما يبدو في امره، فهو من ناحية يؤيد بشدة ترشيح عربي لرئاسة الحكومة لتأكيد ان الجماهير العربية ليست مستودعاً لأصوات حزب العمل من دون مقابل ولوضع قضيتهم في اطارها الصحيح كأقلية قومية لا يجب تهميشها او الغاء هويتها، ومن ناحية اخرى، لا يريد التجمع الملتزم أيضاً بالاتفاقية التي ابرمها مع الجبهة الوطنية الموحدة ان تصبح مسألة الترشيح مثاراً للانشقاقات بين العرب في الوقت الذي تسعى فيه الى توحيدهم. ووجهت "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة" بقيادة محمد بركة انتقادات حادة الى "التجمع" واتهمت بعض الاوساط التجمع بإضعاف احتمالات اسقاط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وحملت مصادر في التجمع على بعض الاحزاب العربية التي ذهبت للتفاوض مع زعيم حزب العمل ايهود باراك منفردة من دون التنسيق مع الاحزاب العربية الاخرى. وقال عبدالفتاح في هذا الشأن ان هذه الاحزاب "ترفض حتى الآن تشكيل طاقم موحد يفاوض باراك وحزب العمل على مطالب العرب وكل جهة تذهب لتفاوض منفردة".